الجديد برس – متابعات
حقق الحراك القبلي في محافظة المهرة شرقي اليمن والواقعة على الحدود مع سلطنة عمان، نجاحاً غير متوقعاً وأجبر السعودية والإمارات على تقليص وجودهما العسكري في المحافظة التي ظلت بعيدة عن الحرب وتأثيراتها لنحو ثلاثة أعوام قبل أن يتغير الوضع وتدخلها القوات السعودية والإماراتي لأهداف جيوسياسية وأخرى تتعلق بمضايقة سلطنة عمان التي اتخذت موقفاً محايداً من الحرب على اليمن أزعج دول التحالف.
وبدأ قبل أكثر من شهر اعتصام قبلي مفتوح شارك فيها المئات من المشايخ والوجهاء في محافظة المهرة رفضاً للوجود العسكري الإماراتي والسعودي ورفض عسكرة المطارات والمنافذ، بدعم غير ظاهر من قبل قيادة سلطنة عمان التي شاركت في إدارة الحراك القبلي الذي بدوره لم يرفع شعارات مناهضة لحكومة هادي بل على العكس فالحراك القبلي يعترف بهذه الحكومة رغم تواجدها الفعلي، وذلك تجنباً لمنح التحالف ذريعة وصفهم بالمتمردين على الشرعية.
وطالب الحراك القبلي والاعتصام المفتوح بخروج القوات الإماراتية والسعودية من المنشآت المدنية وخروجها من مطار الغيضة وميناء نشطون ومنفذ الشحن المؤدي إلى سلطنة عمان.
السلطة المحلية بالمهرة ورغم تبعيتها لحكومة هادي إلا أن الأخيرة بعيدة كل البعد عن التأثير في القرار، حيث وصف وكيل المحافظة على سالم الحريزي الوجود الإماراتي والسعودي في المهرة بأنه احتلال.
ومع تنامي الحراك القبلي، أكدت مصادر لـ المراسل نت انصياع السعودية والإمارات للمطالب القبلية والشعبية، فيما صرح وكيل المحافظة الحريزي أن القوات السعودية سلمت مطار الغيضة داعياً إياها لتسليم المنافذ والموانئ الأخرى خلال أسبوع.
وأضاف الحريزي أن على السعودية احترام سيادة المهرة وعدم تكرار ما حدث.
وكانت السعودية والإمارات وفقاً لعدة تقارير تسعى من خلال تواجدها في المهرة إلى قيادة تحركات لمضايقة سلطنة عمان رداً على موقف الأخيرة المحايد من حرب اليمن فيما كانت السعودية قد بدأت إجراءات لإنشاء أنبوب نفط يمر عبر المحافظة ومنها إلى بحر العرب والذي يعد من أهم الأهداف الجيوسياسية للتواجد السعودي في المهرة.