الجديد برس – متابعات
قال يوسف العتيبة سفير الامارات في واشنطن إنه اجتمع مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وناقشا إنهاء الحرب في اليمن وانسحاب كافة القوات الإماراتية من هناك في أول تصريح لمسؤول إماراتي عن الانسحاب من اليمن.
جاء ذلك خلال جلسة نقاش نظمها “معهد أسبن” الأمريكي ورصدها المراسل نت أبدا خلالها السفير الإماراتي تذمراً من قبل بلاده بسبب رفض الولايات المتحدة تقديم دعم إضافي للتحالف في الساحل الغربي.
وقال العتيبة إن الكثيرين في الولايات المتحدة يعرفون أن الإمارات لا تتلقى دعماً من الحكومة الأمريكية الحالية في اليمن، مشيراً إلى أنه ورغم ذلك فإن الإمارات تواصل عملياتها هناك.
وأضاف العتيبة أنه “خلال السنوات العشر الماضية كان هناك نقاش في الولايات المتحدة أنها لا تريد التدخل في الشرق الاوسط بسبب حربي العراق وأفغانستان”.
وكشفت السفير الإماراتي أنه ” في احد المرات ابلغني مسؤول امريكي بأنه لا يوجد دعم شعبي لكي تفعل امريكا المزيد في الشرق الأوسط” مضيفاً أنه “حينما نسمع هذا الكلام فعلينا ان نقوم بالمهمة بأنفسنا عندما لا تريد حليفتنا ان تدعمنا علينا ان نأخذ الامور على عاتقنا”.
الأكثر أهمية في حديث السفير الإماراتي هو قوله إنه اجتمع مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث “لإيقاف الحرب في اليمن وسحب كل قواتنا من اليمن”.
وحول ذلك يقول مصدر سياسي يمني إن حديث السفير الإماراتي عن الانسحاب من اليمن يهدف للضغط على الولايات المتحدة لتقبل بتقديم الدعم الذي طلبته الإمارات مؤخراً بعد تعثرها في الساحل الغربي ومعركة الحديدة، خصوصاً أن الإمارات تعلم أن الحرب التي تخوضها في ساحل اليمن الغربي تحقق مصلحة أمريكية وإسرائيلية.
لكن تصريحات العتيبة حول إنهاء الحرب والانسحاب من اليمن تعد غريبة على السياسية الإماراتية خصوصاً أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش صرح لصحيفة أمريكية أن قوات التحالف يجب أن تبقى حتى بعد التوصل لحل سياسي في اليمن، وهو التصريح الذي جاء بالتزامن مع نشوة الإمارات في بداية التصعيد في الساحل الغربي حيث كانت تعتقد أنها قادمة على نصر سريع وحاسم.
ورغم أن المعلومات الميدانية تفيد بأن الإمارات تحشد المزيد من التعزيزات إلى الساحل الغربي، إلا أن تصريحات السفير الإماراتي جاءت بعد يومين فقط من إعلان مسؤول إماراتي وأحد مستشاري ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لأول مرة أن التحالف لا يمكنه كسب الحرب في اليمن وتأييده لوقف الحرب وعودة الجنود الإماراتيين.
وكتب الدكتور عبدالخالق عبدالله مستشار محمد بن زايد تغريدات رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر قائلاً إنه “بعد 4 سنوات اتضح انه لا يمكن كسب هذه الحرب بالضربة العسكرية القاضية وقد تستمر الحرب لاربع سنوات اخرى بثمن سياسي وانساني باهظ” مضيفاً أنه “لذلك اذا امكن عودة الشرعية الى صنعاء بالمفاوضات فاهلا بالحل الدبلوماسي”.
وتابع المستشار الإماراتي تغريداته المفاجئة قائلاً “انا مع وقف الحرب حالا وعودة جنود الامارات الى الوطن عندما يتم تسليم ميناء الحديدة وخروج مليشيات الحوثي بسلام من الحديدة” مضيفاً أنه “لقد أدت الامارات واجبها واكثر وقدم التحالف العربي بقيادة السعودية كل ما يمكن تقديمه للحكومة الشرعية وحان وقت وقف القتال وترتيب وضع يمن مابعد الحرب دبلوماسيا”.
تغريدات المستشار الإماراتي بدأته بنقله خبر عن مراسلة صحيفة “النيشن” الاماراتية التي قال إنها نقلت عن مسؤول إمارتي قوله إنه “التقى في واشنطن بالمبعوث الاممي الى اليمن عن إمكانية التوصل لصفقة حول ميناء الحديدة قد تؤدي لانهاء الحرب في اليمن” ووصف الدكتور عبدالخالق عبدالله ذلك بأنه “خبر مفرح للغاية”.
وفيما يقرأ بعض المراقبين التصريحات الإماراتية غير المعهودة بأنها ناتجة عن شعور بصعوبة المعركة واستحالة حسمها إلا أن البعض الآخر يرى فيها، على غرار حديث المصدر السياسي لـ المراسل نت، محاولة للضغط على الولايات المتحدة وكسب الوقت لحيث اكتمال التجهيزات الجديدة التي تعد لها الإمارات في الساحل الغربي.