الجديد برس : رأي
وليد الوشلي
وسائل إعلام الغزو الأمريكي الإسرائيلي .. لم تفوت حدثا كهذا ، بإفرادها مساحات خبرية حذرة لم تتجاوز نقل خبر الإعلان عن العملية من جانبنا .. واعتراف أرامكو من جانبهم بوقوع حريق (محدود) ..
إلى الآن لم تصدر من قنواتهم السياسية والعسكرية أي ردة فعل أو مواقف علنية واضحة ..
لماذا ؟؟
لأن دوائر صنع القرار في واشنطن وتل أبيب .. تلزم الصمت بانتظار تقارير مراكز أبحاثهم وملخصات اجتماعات خبرائهم ومتخصصيهم ..
لا شك أن هذا التطور .. كبير ونوعي ومزعج جدا على مسار المواجهة .. لكن ثمة في الأمر من الخطورة وغير المتوقع ما تسبب في إرباكهم بشكل واضح ..
لا شك أن غرف عمليات الغزاة .. تزخر بالكثير من سيناريوهات التوقع والتنبؤ ذات السقوف المتفاوتة الارتفاع والانخفاض … وضعها خبراء ومستشارون وضباط/كثر/متعددوا الجنسيات/ذوو مؤهلات وإمكانات وخبرات تكتيكية وعملياتية قتالية رفيعة ..
لكن أيا من تلك السيناريوهات لم يحمل تقديرات بإمكانية وصول اليمنيين إلى مستوى مثالي كهذا في المناورة الاستراتيجية ..
معلوم على وجه الدقة لدى غرف عمليات الغزاة بأن وعيد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بضرب ناقلات النفط السعودية في عرض البحر الأحمر .. أمر وارد ولا يمكن اعتباره (انفعالا صوتيا مبالغا فيه) ..
هناك هم يدركون جيدا أن في رصيد هذا القائد الشاب ما يكفي من الدوامغ على ضرورة أخذ كل كلمة ينطق بها .. على محمل الواقع والجد ..
سرعان ما هرع أولئك على تنوع خلفياتهم النظرياتية وتعدد مدارسهم العسكرية .. إلى صوغ رؤيات وسيناريوهات وخطط وتدابير شاملة في كيفية جعل وقوع ذلك (التهديد) ، ذريعة لرفع سقف المواجهة .. ومنعطفا محوربا لردة فعل ضخمة وشاملة وخاطفة ..
فإذا بهم وبكل خرائطهم ومشاريعهم الحاسمة نحو صنعاء .. تغدو أمام هذا الإنجاز المرعب والمربك .. كومة طلاسم شعوذة و شخابيط (صبيانية) ..
فضربات كهذه ان استمرت مع اكتسابها قدرة الإيلام أكثر مع مرور الوقت وتوافر المعلومات وتعدد الأهداف .. فهي بديل واعي وذكي وجوهري يقلب الطاولة ويكسر المعادلة ويقترب بالمواجهة من حسم الجولة الأخيرة ..