المقالات

>> تأكيد المؤكد ..

الجديد برس : رأي

علي القاسمي

كلما طال امد الحرب والعدوان كلما زاد الشعب اليمني وعياً وتماسكاً وقوة، في الوقت الذي يزداد العدوان ومرتزقته سقوطاً وانحطاط وحقارة، وتجلّى ذلك بوضوح في المشهد الأخير لتعذيب الأسير وقتله ورميه من على هاوية بتلك البشاعة والفضاعة، التي إن دلت على شئ فإنما تدل على مدى الحقد والخبث واللؤم الذي تحمله نفوسهم الموبوئة وضمائرهم الميتة والمتجردة من ابسط القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية والإسلامية، واقعة كهذه وغيرها من الوقائع السابقة المليئة بالإنتهاكات والجرائم التي تخطّى وتجاوز بها العدوان ومرتزقته كل الخطوط والحدود، تُثبت المثبوت وتؤكد المؤكد أن لا مشروع لديهم ولا غاية، سوى تدمير اليمن وقتل ابناءه وإحداث فوضى خلاقة لغرض تنفيذ المخطط الصهيوامريكي (الذي فشلوا في تنفيذه عبر مؤتمر الحوار الوطني) والرامي الى تقسيم اليمن الى عدة أقاليم، ضمن مخططهم العام والشامل على مستوى المنطقة، والمعروف بمخطط ” سايكس بيكو ” الذي يعتمد في إستراتيجية على الفوضى الخلاقة (ومصطلح الإرهاب يندرج تحت هذه العنوان) كسلاح من اسلحة العصر الحديث، وضرورة بحسب الرؤية الأمريكية، بعد ان خلصت الى انه لم يعد من الممكن الحفاظ او البقاء على سياسة الأمر الواقع التي اعتمدتها في المنطقة لنصف قرن مضت , تحت شعار الحفاظ على الإستقرار، بل لا بد من الانتقال إلى فكرة ” تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ” وهو ما يُسمى بتطبيق المرحلة الثانية من مخطط ” سايكس بيكو “، الذي يهدد الأمن القومي لدول المشرق العربي تحديداً، والقضاء على وحدة نسيجها الاجتماعي ، وهو ما نلمسه اليوم واقعاً في معظم بلدان ومجتمعاتنا العربية، والذي اراه شخصياً وقد يراه المراقبون عن كثب انهم نجحوا في تنفيذ هذا المخطط بنسبة كبيرة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل سيستمر نجاح هذا المشروع او المخطط في التوسع ليشمل بلدان اخرى في قادم الأيام، ام أن تيار المقاومة والممانعة في الوطن العربي هو من سيشهد توسعاً على الصعيدين البشري والجغرافي ؟؟
إذا ما تم إسقاط التجربة على الشأن او الوضع اليمني، ومن قبله السوري واللبناني والعراقي “حديثاً ” سنجد ان السيناريو الأخير هو الأقرب الى الواقع، فماحققه الشعب اليمني “تحديدا”ً طوال فترة العدوان من إنتصارات وصمود اسطوري في مواجهته لأعتى وأصلف عدوان كوني شارك فيه نصف العالم بسلاحه ودعمه وتأييده، ونصفه الأخر بتفرجه وتجاهله وصمته، لهو اشبه بآيات ومعجزات لم تشهدها البشرية منذ مايزيد عن الف وأربعمائة سنة.