الجديد برس : خاص
ترجمة / أحمد عبدالرحمن قحطان
نشرت مجلة فوربس الأمريكية تقريراً أعده الصحفي والمحلل والمصور الأمريكي “دومينيك دادلي” والمختص في تغطية مواضيع الأعمال والاقتصاد في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى … التقرير نُشر تحت عنوان :
(الهجمات الحوثية على الأهداف الاقتصادية تقرب حرب اليمن أكثر إلى الداخل السعودي والإماراتي)
27-يوليو-2018
يبدو بأن هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن ضد المصالح الاقتصادية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تصاعد، مع ادعاءات بوقوع عدد من الحوادث في الأسابيع الأخيرة باستهداف البنى التحتية في مجالي النفط والنقل في البلدين. وبينما نفى المسؤولون السعوديون والإماراتيون حدوث بعض الهجمات، فقد تم تأكيد وقوع حوادث أخرى.
أكثر تلك الادعاءات لافتاً للأنظار كان ذلك الذي وقع في 26 يوليو عندما ذكرت وكالة سبأ للأنباء، والمرتبطة بالمتمردين الحوثيين، أن طائرة بدون طيار نفذت هجومًا على مطار أبو ظبي الدولي في الإمارات العربية المتحدة. وقد نقلت الوكالة عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه قوله إن الغارة نفذتها طائرة بدون طيار من طراز صماد 3 التي أضيفت مؤخرا إلى ترسانة الحوثيين.
حركة الحوثي – التي استولت على العاصمة اليمنية صنعاء في مطلع عام 2015 ولكن لم تعترف بها معظم الدول كَسُلطة – قالت إن حركة النقل الجوي من وإلى مطار أبو ظبي تعطلت بعد الهجوم.
المسؤولون في الإمارات العربية المتحدة بدورهم نفوا لاحقاً وقوع هجوم، رغم أن مطار أبو ظبي قد ذكر في تغريده أن حادثاً وقع في المطار في الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس، تسببت به مركبة تموين. وقال المطار إن الحادث لم يؤثر على عمليات المطار أو جدول الرحلات القادمة والمغادرة.
وقبل يوم واحد من الهجوم المزعوم على مطار أبو ظبي، قالت المملكة العربية السعودية أن اثنتين من ناقلاتها النفطية تعرضتا لهجوم في مضيق باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر. ودفع ذلك الرياض إلى وقف شحنات النفط عبر المضيق الضيق، وهو الممر الضيق الهام لتجارة النفط الدولية.
الشركة الوطنية للملاحة في المملكة العربية السعودية (بحري) أعلنت في بيان للسوق المالية السعودية (تداول) أن ناقلة نفطها “أرسان” تعرضت لهجوم صباح يوم 25 يوليو أثناء إبحارها في البحر الأحمر. السفينة تعرضت لأضرار طفيفة ولم يصب أي من أفراد الطاقم.
الحوثيون بدورهم تباهوا مؤخراً بضربات الطائرات بدون طيار على أهداف اقتصادية داخل المملكة العربية السعودية، بما في ذلك أحدها ضد البنية التحتية لعملاق النفط السعودي “أرامكو” في 18 يوليو. في الوقت الذي اعترفت فيه شركة النفط مجرداً بوقوع حريق قالت حادثاً في العمليات كان سببه”.
العام الماضي، ادعى الحوثيون بأنهم أطلقوا صواريخ على الإمارات في عدد من المناسبات، بما في ذلك ادعاء استهداف مفاعل براكة النووي الذي كان قيد الإنشاء في أبو ظبي. كما تم شن هجمات صاروخية عدة على المملكة العربية السعودية من اليمن ، بما في ذلك عدد من الهجمات في أواخر عام 2017 وفي وقت سابق من هذا العام أطلق صاروخ باتجاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
السلطات السعودية تزعم عادةً بأن أنظمة الدفاع الصاروخي، بما فيها بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ أمريكية الصنع، قد نجحت في حماية أراضيها ، على الرغم من وجود تقارير تفيد بسقوط ضحايا نتيجة سقوط شظايا.
بأخذها مجتمعةً بعين الاعتبار، تسلط هذه الأحداث الضوء على حقيقة أن المتمردين الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديدًا حقيقيًا للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعد أكثر من ثلاث سنوات من قيام البلدين بشن حملة (مع حلفاء آخرين) للإطاحة بحركة التمرد من السلطة. ويهدف استهداف قطاعي النفط والنقل إلى قلب اقتصادات دول الخليج ، وإذا ما حققت الهجمات نجاحًا أكبر في المستقبل، فقد يكون لها تداعيات أوسع يتجاوز أي ضرر مباشر على البنية التحتية.
الرياض وأبو ظبي تلقي بالكثير من اللوم في قدرة الحوثيين على مواصلة القتال على إيران، قائلين إن طهران تمدهم بالقذائف وغيرها من الأسلحة كجزء من نمط من سلوكها العدوان في عموم المنطقة.
وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، قال متحدثاً في مركز أبحاث بورصة الأوراق المالية في لندن في 26 يوليو “ما رأيناه هو حكومة إيرانية ترغب في إنفاق خمسة مليارات دولار سنوياً في سوريا وأكثر، ولجلب الآلاف من المجندين إلى سوريا ، ومحاولة التأثير على السياسة العراقية، وتصدير الصواريخ – التي تدعي أنها برنامج دفاعي – الى الحوثيين الذين يستهدفون أماكن مثل مطار الرياض ويهددون باستهداف مدننا في الإمارات”. مضيفاً “لا يمكن أن تأخذ كل هذا بمنظور هادئ . لأنك إذا سمحت بذلك فعليك السماح لإيران في هذه الحالة ببناء حزب الله آخر في جنوب شبه الجزيرة العربية”.
الحرب الآن وصلت إلى حالة من الجمود، ويحاول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” إنهاء النزاع من خلال الدبلوماسية. وبينما تستمر هذه العملية، من غير المحتمل أن يختفي التهديد الذي يفرض نفسه على المصالح الاقتصادية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويبدو أن الحكومات في المنطقة أصبحت أكثر جدية في معالجة التهديد المتنامي تجاه الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص.
شركة “درون شيلد” الأسترالية أفادت مؤخراً أنها تلقت طلباً لشراء 70 طائرة من طراز “دونيغون” بقيمة 3.2 مليون دولار من بلد في الشرق الأوسط لم تذكر اسمه ووصفته بأنه متحالف مع الحكومات الغربية. وقالت أيضاً أن طلبات أكبر كانت “في طور الإعداد”.
بالإضافة إلى ذلك، زار وفد إماراتي مؤخراً عدداً من الشركات التي تصنع أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار في فرنسا وفنلندا في أوائل شهر يوليو.