الجديد برس : رأي
عبدالخالق النقيب
يبدوا أن كل الوعود التي يقدمها القائمون على مشاريع شركة عدن نت تذهب أدراج الرياح ، تفشل علناً على كل المنصات، وتتكشف معها نوايا السوء ، غير أن فشل الشركة حتى اللحظة لا يعني الاطمئنان ، والركون لنهاية المشاريع التي تتم إدارتها والترتيب لاستكمالها في مدينة عدن ، فالنوايا التي أسقطت المنظومة المالية للبنك المركزي تم بناءاً على ترويج وضخ إعلامي مهول للشعارات والإغراءات ، التي اتضح لاحقاً أنها مجرد وعود مزورة ، الكارثة أنه وبعد معرفة الحقيقية لم يستطع أحد إرجاع البنك المركزي إلى طبيعته ، وليس بيد أحد الآن إيقاف استنزاف العملة اليمنية التي تشهد انهيار مخيف في ظل استنساخ وطباعة عملة نقدية بصورة جنونية ، لقد تم القضاء على البنك اليمني وركيزة البناء النقدي ، وبالنسبة للذين فرحوا أو تساهلوا بنقل البنك المركزي فقد انتهى الأمر عند كارثة اقتصادية غير متوقعة يدفع ثمنها أبناء اليمن كل لحظة، أما بالنسبة للمتورطين الذين أداروا عملية نقل البنك المركزي فقد انتهت مهمتهم عند تحقيق الهدف الذى سعى له التحالف ونجح بتوجيه ضربة قاسية للاقتصاد اليمني حتى جعله مرهون برغبته الانتقامية.
فشل عدن نت ومشاريعها التدميرية الملحقة هو أمر متوقع ، رغم الإنفاق والدعم الإعلامي واللوجيستي والتقني ، ولا يستدعي التراكن ، فكل السيناريوهات مطروحة أمام العدوان القادم بحقد ظل يجمعه طيلة عقود ، وهو الآن مستمتع يتلذذ بنزعة الانتقام ومواصلة التدمير إلى أن يتمكن من القضاء على كل شيئ متصل بالإنسان اليمني وبهويته وبنيته التحتية ، يعجز المتحالفون معهم في تقديم إنجاز يمكن الحديث عنه وهم واثقون مما يقولون ، فكل النماذج التي حققها التحالف ارتبطت بالتدمير والقتل والفوضى والخراب ولازال يتنصل عن ما وعد به حلفائه .
تماسكنا الذي عجزوا عن اختراقه ، والولاء الذي نحن بأمس الحاجة إليه ونحن نندفع لحماية ما تبقى من مؤسسات بلادنا سيظل أمر محوري للارتكاز عليه في التصدي لكل المخططات التآمرية التي تستهدف البنية التحتية والخدمية لليمن ، ولازال بإمكاننا أن نقاوم العبث والخراب الذي يهدد منظومة الشبكة الوطنية للاتصالات وينذر بانهيارها ، وأمام هذا الفشل والخداع والتضليل وانكشاف الأكاذيب المتتالية حريٍّ بنا أن نعيد ترتيب حساباتنا جيدا ، فالاتصالات ليست إلا واحدة من مقدرات وطننا الموضوعة تحت أيدينا ، وبات الحفاظ عليها مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية وتاريخية ، مسؤولية لا جدال فيها ، إنها المسؤولية التي تتضاعف أمام اليمنيين في هذه اللحظة .
لا حياد عن تعزيز السجايا الوطنية والنبيلة التي تتجذر بداخلنا، لننجح بداية في إيصال صوتنا لكل اليمنيين حتى نشعر بمشاركتهم لقضية وطنية يتعاطى معها كل أبناء اليمن ، ويدرك جميعهم أنهم معنيون يحمايتها ومساندتها ، حينها سيصعب تمرير محاولات التدمير والتشطير وحتماً ستصتدم بإرادة اليمنيين .. وسننتصر لا محالة.