الجديد برس – مقالات
إشكالية الصعوبات والأخطاء التي رافقت الثورة لازمتها من خط البداية ، مع ذلك يظل انتصار ثورة الثورات 21/9/2014 رائعا وعظيما بكل المقاييس الثورية ، لكن تظل الحقيقة التي من الصعب القفز عليها ان عجالة تحرك الثوار إلى صنعاء فرضته ضرورة ثورية لؤد مؤامرة دول الوصاية وادواتها المحلية ، التي سبق ونجحت باحتواء ثورة فبراير 2011م من خلال المبادرة الخليجية ، مع ذلك شكل سرعة تحرك ثوار 21 سبتمبر مفاجأة اربكت أجهزة دول الوصاية وادواته المحلية ، وانحصرت الإشكالية وفقط في عجالة سلق (اللجنة الثورية العليا) التي كانت ثغرة تسللت منها بقايا الماضي من (العفافيش) و (احزاب القبح المشترك) الى معظم اجهزة الدولة المدنية وهو ماجعلها كسيحه لا تختلف عن النظام الماضوي .
عجالة ثورية فرضتها ضروريات المسارعة لاستكمال إسقاط نظام دول الوصاية ، ازداد الأمر تعقيدا مع العدوان المباشر لدول الوصاية الأمريكية السعودية في 26 مارس 2015 م ، واقع معادي معقد دون أن ينفي ذلك مسئولية وتقصير قوى الثورة في معالجته وتطهير أجهزة الدولة من بقايا عفن(عفاش) و (قبحه المشترك) ، وهو ما تسبب في حالة إرباك تركت الباب موارب أمام زحف مزيدا من (المؤلفة قلوبهم) الى صفوف الثوار ، إرباك تسببت فيه وبشكل مباشر مخضرية تركيبة (اللجنة الثورية العليا ) بحيث اصبح يعاب على الثورة انها استولدت لجنة ثورية بلا ثوار بسبب ذلك الخليط الغير متجانس الذي تشكلت منه ، وأحيانا لا علاقة لبعضهم بالثورة والتغيير من طابور الانتهازيين ، خلطة إعاقة توسيع قاعدة الثورة الجماهيرية و انطلاقتها شعبيا ، حالة غير سويه ساهمت في تحميل قبح سلوك (الطلقاء) المتسللين الى الثورة على حركة (أنصار الله) أمام جماهير الحركة من المستضعفين والمحرومين .
لا شك أن حجم المؤامرة والعدوان كان كبيرا وتشاركت فيه كل قوى الاستكبار العالمي وأدواتها الإقليمية بالمنطقة والداخل اليمني ، ضف إليهما النقص الكبير في الكادر وضعف التنظيم الذي كانت تعاني منه الثورة ، حالة سبق وان وقعت فيها الكثير من الحركات الثورية بالمنطقة والعالم ، قصور ذاتي أعطى وقت زمني أضافي لقوى الثورة المضادة لرص صفوفها مما ضغط على الثوار وتحت ظلال العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي للقبول بصيغة (المجلس السياسي الاعلى) مع الهالك عفاش وقبحه المشترك، بالمقابل ما يطمئن جماهير الثورة والثوار ثقتها بحكمة مرجعيتها القيادية ممثله بالسيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي التي استطاعت بأيمانها القرآني رغم كل الأعاصير والمؤامرات أن تحافظ على نقاء الثورة و أصالتها واستمراريتها .
لهاذا تظل الحقيقة المقابلة التي لا ينكرها ألا مكابر أو جاحد من المنافقين والذين بقلوبهم مرض أن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من البداية كان يستهدف ثورة 21 سبتمبر وقيادتها التاريخية الايمانية التي أطاحت بنظام الوصاية الأمريكي السعودي الذي كان يمثله الثنائي الهالك عفاش و الفار الدنبوع ،وبالتالي على كل القوى المقاومة للعدوان السعودي الأمريكي بالضرورة الثورية وحتما أن تتماها مع ثورة 21 سبتمبر وقيادتها الثورية الشابة ، لهذا دائما ما يؤكد قائد الثورة العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على أهمية استمرارية الثورة كحالة ثورية تحقق باستمراريتها التطهر من الشوائب التي علقت بها مع ترك الباب مواربا لاستيعاب كل القوى الوطنية والثورية والتقدمية المقاومة للعدوان في اطارها ، لهذا رفع شعار (ثورتنا مستمرة …) يمثل متلازمة جدلية ثورية حتى تحقيق مطالب الثوار بسرعة تشكيل (مجلس قيادة الثورة) من ثلاثي الثورة وقواها التقدمية المتمثلة في حركة انصار الله والحراك الجنوبي الوطني التحرري وشباب ثورة فبراير 2011 م وباعتباره سلطة ثورية سياسية وتشريعية وتنفيذية تمكن الثورة والثوار التخلص من عبئ أثقال المرحلة السابقة وعفن حكومة انقاذ الفاسدين ، و بقدر ما هي – ايضا – ضرورة ثورية للدفاع عن الثورة والسيادة والتحرر والاستقلال والتصدي للعدوان وتحرير كل الأراضي المحتلة وخصوصا جنوبا عبر كل أشكال النضال الثوري المشروعة .
* منسق ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي
**صنعاء 31 أغسطس 2018