الأخبار المحلية

توضيح هام لرئيس الوفد المفاوض للحوثيون كشف فيه عن اللقاءات التي سبقت مشاورات جنيف !

الجديد برس: متابعات

كشف ناطق أنصار الله، ورئيس الفريق التفاوضي، محمد عبد السلام، عن اللقاءات التي سبقت مشاورات جنيف.

و قال عبد السلام إن جولات نقاش متعددة جرت في صنعاء و مسقط، مع الأمم المتحدة بغرض عقد مشاورات.

و أشار إلى أن جولات النقاش تناولت ما له علاقة بأجندة المشاورات و الفريق المفاوض و المدة الزمنية و مكان التشاور و نقل الوفد و خطوات بناء الثقة، و إلى آخر ما له علاقة بهذا الجانب.

و أكد أنه بعد الانتهاء من ترتيبات تشكيل الوفد من قبل المجلس السياسي الأعلى، و قبل أن توجه الدعوة إليه لحضور المشاورات؛ تم إشعار الأمم المتحدة في لقاء بمسقط بأهمية توفير طائرة عمانية لنقل الوفد تفاديا لعراقيل التحالف.

و قال: أكدنا على الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها بهذا الشأن ومن وقت مبكر بما يسمح للمشاورات أن تنعقد في موعدها.

و أوضح أن الأمور تمت على هذا الأساس. منوها إلى أنه عندما تم الانتهاء من مختلف الترتيبات اللازمة، تم ابلاغ الأمم المتحدة بجاهزية الوفد و انتظاره للانتقال إلى سلطنة عمان مع عدد من الجرحى بحكم وجود الطائرة و مع استعداد السلطنة كالعادة لتقديم العلاج و التسهيلات سواء لديها أو لنقلهم إلى دولة أخرى. منوها إلى أنهم تفاجئوا أن الأمم المتحدة ما زالت تسير بروتين مختلف و أن أمامها عراقيل كبيرة من قبل الطرف الآخر، و أن هناك من يريد أن يضعهم أمام الأمر الواقع.

و قال: حينها أبلغناهم برفضنا نقل الوفد من صنعاء على طائرة أممية لأسباب عدة أمنية و أخلاقية و إنسانية. مضيفا: شرحنا لهم ذلك في محطات سابقة خلاصتُها تجربةٌ مريرةٌ مع الأمم المتحدة ذاتها بعجزها عن حماية رحلاتها أمام استهتار النظام السعودي باعتراضه مسار طائراتها و إنزالها في مطاراته.

و تابع: ذات مرة عملت على تأخير المبعوث نفسه لساعات عدة في مطار صنعاء، إضافةً إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على تقديم أي ضمانات للذهاب و العودة.

و أكد أنه و من تجربة مشاورات جنيف الأولى حين منعت الطائرة من عبور أجواء السودان، و عقبها لم يعد الوفد الا بعد تدخل من قبل سلطنة عمان. مضيفا: في كل جولة تتكرر العراقيل.

و تابع: في مشاورات الكويت بقي الوفد في مسقط لأكثر من ثلاثة أشهر و لم يعد إلا بأشبه بصفقة تمثلت بتسليم جواسيس أمريكيين ألقي القبض عليهم من قبل الأمن القومي في صنعاء مقابل عودة الوفد.

و لفت إلى أن الأمم المتحدة فشلت في هذه المرة أو أُفشلت في استخراج الترخيص اللازم. مشيرا إلى أن تحالف العدوان كعادته أدعى أنهم يفرضوا شروطا. معتبرا أن التحالف ذهب في تطرفه إلى حد زعم أن الجرحى هم إيرانيون و لبنانيون. لافتا إلى أن ذلك إفلاس سياسي و إسفاف إعلامي طبع التحالفَ من أول يوم في العدوان.

و أكد أنه تم ابلاغهم من الأمم المتحدة أنها و تماشيا مع المخاوف السعودية و من معها سوف يتم السماح لطائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف. كاشفا أنهم ابدوا  موافقتهم على اصطحاب مرضى و جرحى لتلقي العلاج في أوروبا نظرا لحالتهم الحرجة كون مطار صنعاء مغلق كليا منذ أكثر من سنتين و من حق الحالات الحرجة أن تلقى الاهتمام.

و لفت إلى أن سفر الجرحى و المرضى إلى أوروبا بمعرفة الأمم المتحدة و هيئاتها المعنية يزيل بل ينسف ادعاءات تحالف العدوان عن حاجته لمعرفة هوية الجرحى و هل هم يمنيون أو غير ذلك.

و أوضح أنه قيل لهم أن الوفد الآخر لا يشترط إخراج جرحى. مشيرا إلى أنهم ابلغوهم أن هذا شأنه، و لماذا لا يقومون بإخراج جرحاهم، و نحن لن نعترض على ذلك بل نراه واجبا عليهم.

و قال: عندما سهلت السلطات العمانية مرور عدد من جرحى أبناء محافظة تعز شجعنا هذا الإجراء و أكبرناه لقيادة السلطنة كونه موقفا إنسانيا وأخلاقيا.

و أضاف: أي جريح أو مريض من حقه أن ينال علاجه أيا كان انتماؤه، رغم أن من هم تحت الحصار الشامل هم المتواجدون في صنعاء و بقية المحافظات غير الخاضعة للاحتلال.

و تابع: مطلبُ إخراج جرحى أو إعادة عالقين يأتي لأنه لم تتوفر رحلات خاصة بهم، فالعدوان لم يتح لهم أي رحلة، و لا فتح لهم مطار صنعاء، بل زاد من إجراءاته المتعسفة و الإجرامية بحق كل اليمنيين.

و كشف أنه من خلال تواصلهم مع سفراء دول دائمة العضوية و ردهم على تساؤلهم لماذا لا نحضر إلى جنيف..؟، قال: كنا نقول لهم هل أنتم مستعدون أن تضمنوا سلامة الوفد و عودته..؟ و هل أنتم ستقدمون طائرة رسمية من بلدكم. كانوا يجيبون بالنفي، بل أن أحدهم قال هذا صعب و ليس سهلا، و آخر أفاد أنه لا يمكن أن يضمنوا أي جهة أخرى لا أمم متحدة و لا غيرها إلا ما كان يتبع طيرانهم هم.

و قال: أمام هكذا مجتمع دولي لا يثق في تحالف ليس في حرب معه، فكيف لنا ونحن في حرب أن نقبل على أنفسنا و على وفدنا أن يفرض آليةَ خروجه و يتحكمَ فيها عدوٌ متغطرس لا يحتكم لأخلاق و لا لقوانين، و لا تثق به أي دولة، و ممكن أن يعمل بحق الوفد أي حماقة من إنزال طائرتهم، و تعريضهم للإذلال و المضايقات، و الأمم المتحدة لا تملك أن تقول شيئا و إن تكلمت فلن يسمعها أحد.

و أكد أنه و أمام تعاظم معاناة الشعب فإن اعادة فتح مطار صنعاء أولويةٌ إنسانية قبل أي اعتبار آخر. مؤكدا أنهم سيعملون على مواجهة غطرسة العدوان بكل الوسائل الممكنة. مشيرا إلى أن تقرير الخبراء يقر بعدم قانونية إغلاقه إطلاقا، و أن الأمم المتحدة كما المجتمع الدولي أمام اختبار تاريخي. مؤكدا أن الشعبُ اليمني لن يبقى مكتوفَ الأيدي، و لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يظل قابعا في معتقل كبير و لن يحول دون تصديه للعدوان و الحصار أي تحد مهما كان.

و أعتبر أن سيطرةُ التحالف الأرعن على المنافذ اليمنية البرية و البحرية و الجوية لن تمر بدون ثمن باهظ يدفعه عدو نعلم من توحشه أنه لو كان بإمكانه أن يصادر الهواء لفعل.