الجديد | لطالما كانت الفضائح الجنسية للسياسيين الأمريكيين نقطة ضعف كبيرة لصناع القرار، وأثّرت بشكل كبير على مسار حياة بعضهم، ولعدة قرون أثبتت السلطة أنها تثير الشهوة الجنسية، لكن أن تصل هذه الفضائح إلى البيت الأبيض وتصبح متلازمة تلاحق الرؤساء الأمريكيين فإنها نقطة مهمة يجب التوقف عندها.
توماس جيفرسون الرئيس الثالث لأمريكا كان أكبر دليل على أن الفضائح الجنسية مقرونة بالبيت الأبيض منذ تأسيس البلاد، جيفرسون أقام علاقة عاطفية مع سالى همينجز، شقيقة زوجته من ناحية الأب، وأنجب منها 6 أطفال غير شرعيين، كما أن نساء أصدقائه لم يفلتوا من تحرشاته المتكررة، وترددت الشائعات حول أن جيفرسون كان يلهث وراء “همينجز” طوال فترة صداقته مع زوجها محاولاً إغواءها بشتّى الوسائل، وبعد أن توفيت زوجته مارتا وسّع الرئيس الأمريكي نطاق شهواته وأصبح يتعامل مع الكثير من الطبقات بدءاً من الخادمات وحتّى سيّدات القصور والممثلات وموظّفات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.
الرئيس الأمريكي السابق، ودروو ويلسن، كان في طليعة أشهر 8 فضائح جنسية لرؤساء أمريكا، وبدأت القصة عام 1914، عندما وجد ويلسن نفسه وحيداً بعد وفاة زوجته الأولى، إلين، في أغسطس، وبعد أقل من عام خطب أرملة كانت تعمل لديه تدعى إديث بولينج جالت، وتردد حينها أن علاقة ما تربط بينهما منذ فترة، الأمر الذي اعتبره الكثيرون خيانة لذكرى زوجته الأولى معتبرين أن قرار خطوبته جاء بعد مضي وقت قليل على وفاتها، وظهرت كل أنواع الشائعات حول خيانة ويلسون لزوجته الأولى قبل وفاتها، واتهمه البعض بقتلها ليتمكن من الزواج بعشيقته، ورغم ذلك تزوج ودروو ويلسن من اديث ومكث الزوجان معاً حتى وفاته في عام 1924، وشهد العالم أن إيديث وقفت بجانب زوجها أثناء مرضه بالشلل بعد إصابته بالسكتة الدماغية في عام 1919، وحتى وفاته.
بعدها بسنوات كانت الفضيحة التالية مع الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مع عشيقته البريطانية كاي سمربي وبدأت قصته معها خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان الجنرال أيزنهاور قائداً لقوات الحلفاء في أوروبا، في مقر القيادة بلندن، وكانت سمربي جندية تقود السيارة العسكرية الخاصة بـ”ايزنهاور“، والأخيرة فضحت رئيسها وتكلمت عن قصص العشق التي كانت تحصل في السيارة في كتاب “أيزنهاور.. كان رئيسي” ومن ثم كتاب “قصة غرامي مع الجنرال” بعد أن أصبح ايزنهاور رئيساً للبيت الأبيض في عام 1960.
وقبل انتشار فضيحة ايزنهاور ووصوله إلى البيت الأبيض، كان دور الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت هذه المرة بنشر فضائحه الغرامية عام 1945 حيث ربطته علاقة عاطفية مع لوسي روثارفورد، التي كانت تعمل سكرتيرة اجتماعية لزوجته، ألينور روزفلت، وبعد أن علمت زوجته، فصل السكرتيرة لكن العلاقة بقيت موجودة بالسر.
أما الرئيس جروفر كليفلاند فكان له من هذه القصص نصيب الأسد فالأخير رفض الاعتراف بابنه من عشيقته هالبين وأجبرها أن تدّعي أن هذا الصبي لقيط، ولكن بعد ذلك بدأت “هالبين” بالإفراط في شرب الخمر، وقام كليفلاند بإدخالها مستشفى للأمراض العقلية، وأدخل ابنه داراً للأيتام، وبعد ذلك دفع الرئيس لخليلته السابقة 500 دولار لإقناعها بالخروج من المدينة، في حين قامت أسرة بتبني الطفل، وتمكّن من اكتساح الانتخابات الرئاسية رغم انتشار قصته فيما بعد.
الرئيس الـ29 لأمريكا وارن هاردنج كانت فترة حكمه كارثية ومليئة بالفساد والفضائح الجنسية التي استمرت تبعاتها لعقود، فلم يكتف بعشيقة بل أقام علاقتين عاطفيتين مع كل من كاري فيليبس، صديقة زوجته، ونان بريتون، التي كانت تصغره بـ30 عاماً، وكانت وقتها لا تزال في المدرسة الثانوية واستمرت علاقتهما لمدة 15 عاماً، وانتهى الأمر بفضيحة مدوية في البيت الأبيض، خاصة بعد إنجابها منه فتاة غير شرعية تدعى “إليزابيث آن“.
الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، ارتبط اسمه بعدد من النساء، بمن في ذلك مارلين مونرو وجوديث إكسنر، وكانت مونرو قد فضحت رئيسها أيضاً بكتاب تكلمت فيه عن ليالي الغرام فيما بينهما وكتبت أنه قال لها:” لقد استطعت أن تأسريني من بين كل نساء العالم لأنك امرأة تكرس كل ما بداخلها من حب وشهوة للرجل الذي تحبه”، كما أن كينيدي تنافس على مونرو مع شقيقه إدوارد كنيدي، وزير العدل، حتى انتحرت مونرو في النهاية.
في 26 كانون الثاني/ يناير 1998 قال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون جملته الشهيرة التي كانت كفيلة بإظهاره بمظهر الكاذب ومن ثم الإطاحة به عندما قال: “لم أقم علاقات جنسية مع هذه المرأة”، ما أدّى لإقالته بعد أن تبين أنه كذب واستغل منصبه وأقام علاقة غرامية في مكتبة منعزلة بالقرب من المكتب البيضاوي مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي ذات 22 عاماً.
واضطر كلينتون في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأنه كذب على الشعب الأمريكي، بشأن علاقته السرية مع مونيكا، لكنه أصر وهو يذرف دموع الندم خلال مؤتمر صحفي على أنه لم يشهد زوراً بشأن ممارسة الجنس معها.
أما “زير النساء” بلا منازع فصفة تذهب للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي يصفه البعض بأنه إنسان غير سوي أخلاقياً، والذي أقام عدة علاقات غرامية مع الممثلات الإباحية ومنهم ستورمي دانيالز عندما كان متزوجاً ولم يكن قد مضى أربعة أشهر على ولادة ابنه، كما اتهمته عدة موظفات سابقات في الشركات التجارية والعقارية التي يمتلكها بأنه تحرش بهن، كذلك اتهمته كل من “يغان كيلي ” الصحافية “فوكس نيوز و كارينا فرجينيا” مدربة يوغا، والمذيعة “نانسي أوديل” “وملكة جمال فنزويلا: إليسيا ماشادو” بالتحرش بهن.