الجديد برس
تقرير : ضرار الطيب
بعدَ يومٍ من إعلانها عن الإنجاز العسكريّ الاستثنائي المتمثل بامتلاك تقنية “الصواريخ الذكية” وإزاحة الستار عن أول منظومة من هذه الصواريخ باسم (بدر1ـ P) كشفت قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة، أمس الأحد، عن مشاهدَ مصورةٍ وثّقت أولَ عملية ميدانية معلَنة للمنظومة الذكية، استهدفت المرتزِقة السودانيين في الساحل الغربي، بعد تجربة ناجحة على هدف آخر تم توثيقها أَيْـضاً، ليتضحَ من خلال ذلك أن الإنجاز المتحقّق بامتلاك هذه الصواريخ يمثل نقلة نوعية كبيرة وتطوراً تقنياً استثنائياً في قدرات القُــوَّة الصاروخية بشكل خاص، وقُــوَّات الجيش واللجان بشكل عام.. الأمر الذي ينقل التهديد الذي تواجهه قوى العدوان إلى مستوىً جديدٍ من الخطر، وبشكل مفاجئ، وبالتالي يبعثر كُـلّ حساباتها السابقة التي لم تكن تجدي أصلاً في مرحلة ما قبل الصواريخ الذكية.
ذكاءٌ في مضاعفة خسائر العدو
ميزةُ الصواريخ والقذائف الذكية بشكل عام هي أنها تتفوق على غيرها من القذائف والصواريخ في دقة الإصابة، ويتم ذلك بواسطة تطوير تقنية توجيه الصاروخ والتحكم به إلكترونياً وتعرفه على الهدف نفسه، بحيث أن نسبةَ الخطأ في الضربة تتقلص إلى حَـدٍّ كبير.
الصاروخية أعلنت أن نسبةَ الخطأ في دقة إصابة (بدر1ـ P) لأَهْدَافه لا تتجاوز 3 أمتار، وهذا يعني أن “الذكاء” الذي يتمتع به الصاروخ تحقّق بصورة ممتازة، فبالنظر إلى نوعية الأَهْدَاف التي يضربها الصاروخ؛ ـكونها أَهْدَافا ثابتة وكبيرة- فإن 3 أمتار تعني أن دقة إصابة الهدف هنا تتحقّق بنسبة 100%، وبالتالي فإن نسبة خسائر العدوّ جراء الإصابة تصبح أعلى ما يمكن.
والمشاهد التي عرضها الإعلام الحربي، أمس، وضّحت ذلك بشكل حي، فالضربة الموثقة التي استهدفت المرتزِقة السودانيين في الساحل الغربي أظهرت إصابة دقيقة جِـدًّا، كما أن الضربة “التجريبية” الموثقة التي تم إجراءها على معسكر ضربه طيران العدوان مسبقاً، حقّقت هي الأُخْــرَى إصابةً بالغة الدقة.
ولا يقتصر ذكاء (بدر1ـ P) على دقة الإصابة فقط، فسرعة الصاروخ التي تبلغ 4.5 ماخ، هي الأُخْــرَى تمثل عاملاً رئيسياً في فاعلية المنظومة الذكية، وباجتماع السرعة مع دقة الإصابة يصبح العدوُّ فريسةً حتمية، لا يستطيع أن يتفادى الضربة ولا حتى أن يفكر في احتمالية خطأها.
العدوّ أكثرُ انكشافاً
حجمُ النقلة النوعية المتحقّقة بامتلاك الصواريخ الذكية يظهرُ بشكل أوضح من خلال الأثر الذي تتركه هذه الصواريخ على المستوى الميداني بشكل عام، ففي جبهة الساحل الغربي مَثَلاً، رأينا كيف استطاع سلاح الجوّ المسيّر خلال الفترات الماضية أن يقوم بدور رئيسي في إحباط عمليات تصعيد الغزاة والمرتزِقة، بل وحوّل المنطقة الساحلية إلى كمين مفتوح وأرض غير آمنة تماماً بالنسبة لهم، وأجبرهم على تشتيت قُــوَّاتهم وإبطاء تحَـرّكاتهم والبحث عن مخابئ، إلى جانب الخسائر الكبيرة التي ألحقها بهم.
الآن وبامتلاك الصواريخ الذكية يرتفعُ مستوى الخطر الذي يواجهه العدوُّ بشكل كبير، سواء في الساحل أَوْ في غيرها من الجبهات، إذ تتوسع دائرة الاستهداف لقُــوَّاته وتتعدّد خياراتُ ضربه، مع ضمان تحقيق أَكْبَــر قدر من الخسائر في صفوفه.
هذه التطورُ المتواصل يفسر عدم تمكّن العدوّ في تحقيق أي إنجاز عسكريّ على الميدان من جهة ـ وبالذات في جبهة الساحل الغربي التي يسوءُ فيها وضع الغزاة والمرتزِقة بشكل مستمر ـ ومن جهة أُخْــرَى يعد بمزيد من الانكسارات والهزائم الكبرى للعدوّ في الفترات القادمة، فإضَافَة سلاح نوعي كالصواريخ الموجهة إلى أرض المعركة سيزيدُ من أثر وفاعلية العمليات العسكريّة بشكل مضاعف.
مصفوفةٌ عسكريّة متكاملة
المشاهدُ التي عرضها الإعلام الحربي لعمليات (بدر1ـ P) كانت هي الأولى من نوعها التي توثق وصول صاروخ بالستي إلى هدفٍ معادٍ، وكان واضحاً فيها الدورُ البارز لسلاح الجوّ المسيّر الذي قام برصد تجمعات المرتزِقة السوادنيين، ووثّق العملية بشكل واضح، كما سبق ووثق ضرباتِ المدفعية التي استهدفت تجمعات المرتزِقة في الساحل الغربي أَيْـضاً.
تلك المشاهد تمثل نموذجاً بسيطاً للتطور المتكامل الذي تمر به قدراتُ الجيش واللجان الشعبيّة، كمنظومة واحدة، فبالنظر إلى مسار التصنيع العسكريّ المحلي من بصواريخ “النجم الثاقب” وحتى الصواريخ الذكية، نجد أن التطوير التقني والعملياتي المستمر كان يشملُ مختلفَ وحدات الجيش واللجان وبدون انفصال بين تلك الوحدات، حتى نصل إلى العمليات المشتركة بين سلاح الجوّ والصاروخية والمدفعية كنموذج مثالي.
هذا التوازي في التطور بين وحدات الجيش واللجان، والتنسيق الناجح بينها، يوضح بشكل أَكْبَــر حجمَ الإنجاز الذي يتحقّق مع كُـلّ إنتاج حربي جديد، فالإضَافَةُ هنا تأتي في إطار معادلة عسكريّة واسعة ومتكاملة، وليست إضَافَةً فرديةً بمسار فردي.
++++++++++++++++++++++++++++++
مواصفات صاروخ (بدر1 ـP) الذكي:
– بالستي قصير المدى، تم تطويره عن صاروخ “بدر 1” بخبرات محلية خالصة.
– يعمل بالوقود الصلب.
– دقة الإصابة: 3 أمتار.
– المدى: يزيد على 130 كيلومتراً.
– طوله: 6 أمتار.
– سرعته: 4.5 ماخ.
*نقلا عن صحيفة المسيرة