الجديد برس
تقرير / جمال محمد الأشول
ارتفعت في الأيام الماضية الأصوات الأمريكية والغربية المشاركة في العدوان على اليمن بوقف الحرب التي يقودها النظام السعودي ضد الشعب اليمني والتي أدت إلى تدمير كبير للبنية التحتية والتي خلفت آلاف الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال
فهل تيقنت واشنطن أن الحرب العدوانية على الشعب اليمني لن تحقق ما رسمت لها بخبث في دوائر التآمر الغربي وسط عجز النظام السعودي والإماراتي عن تغيير ميزان القوى لمصلحتهم على الأرض وذلك بعد أن أثبت الجيش واللجان الشعبية بصمودهم وتصديهم الباسل لآله العدوان الأمريكي السعودي أنهم أقوى من كل الهجمات الوحشية وأكثر منعة من أن تلوى ذراعهم الصلبة .
وفي تفاصيل المشهد والتطور السياسي الجديد المستهجن في الموقف الأمريكي الداعم الأساسي للعدوان على اليمن ، حيث دعا وزير الخارجية مايك بومبيو نظام آل سعود وحلفائه إلى وقف الحرب على الشعب اليمني والدخول في مفاوضات للسلام .. لتضعنا في تساؤلات كثيرة ، فهل تلك الدعوات تتسم بالجدية ! أم انها مجرد خدعة جديدة لأمريكا لغطاء تصعيد عسكري جديد على الساحل الغربي ، لاسيما أن تلك الدعوات تزامنت مع حشود عسكرية لـتحالف العدوان في الساحل الغربي.
حديث وزير الخارجية الأمريكي الذي سبقه حديث لوزير الحرب “جيمس ماتيس ” الذي وضع شروطه التآمرية بأن وقف إطلاق النار يجب أن يتم على قاعدة انسحاب الجيش واللجان الشعبية من الحدود السعودية هذا ما يؤكد أن هم واشنطن ليس إحلال السلام إنما مساندة النظام السعودي تحديداً بعد أن هدد العمق السعودي من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية وامتلاكه لأسلحة متطورة تقضي على النظام السعودي وجيشه ومرتزقته .
إلى ذلك ، يرى محللون أن الصيغة التي قدمت واشنطن على لسان “ماتيس” لوقف إطلاق النار هي فقط لسحب الأسلحة التي تمتلكها قوات الجيش واللجان الشعبية الذي يتقدم في تحرير الأراضي اليمنية، كما تتضمن أن تكون الحدود خالية من الأسلحة وألا يكون هناك أكثر من الجمارك وشرطة الحدود أما الثاني فهو نزع الأسلحة الثقيلة باعتبار لا حاجة للصواريخ في أي مكان من اليمن
الهدف من دعوات إيقاف الحرب :
ومهما كان الهدف من تعالي الأصوات الغربية التي تطالب بوقف العدوان على اليمن أو قابلية مناقشة المقترحات التي تقدمت بها أمريكا ، والتي ترتكز إلى تجريد اليمن من عناصر قوته، وتكرس تقسيمه، وتمنح السعودية أماناً من دون مقابل ، .قوبلت بالرفض من قبل حكومة الإنقاذ ، في بيان رسمي لها على لسان وزير الخارجية ، هشام شرف ، قائلاً: “اليمن بلد ذو سيادة ولسنا ممن تعطى له الأوامر ولن نقبل بانتقاص سيادة البلد” ، مؤكداً استعداد حكومته لأي مبادرة لا تمس بالثوابت الوطنية.
رئيس الوفد الوطني ، محمد عبدالسلام ، في بيان له ، اليوم شكك في جدية الدعوة الأمريكية التي تزامنت مع حشود عسكرية لتحالف العدوان في الساحل الغربي
وأكد عبدالسلام، دعوة أمريكا إذا كانت جادةً لا بد أن تقترن بخطوات ملموسة برفع الغطاء السياسي عن هذه الحرب العبثية، والوقف الفوري لتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي لطيران العدوان ، واضعاً شروط بـ : سحب الضباط الأمريكيين من غرف عمليات العدوان، وإيقاف صفقات السلاح التي تسببت في قتل الأطفال والمدنيين، قبل الحديث عن وقف الحرب وإفساح المجال لجميع الأطراف لمعالجة سياسية شاملة ، الأمر الذي يؤكد عدم جدية واشنطن في إيقاف الحرب .
فالمؤشرات الأولية لا توحي بجدية الدعوة الأمريكية، لأن ما نشهده على الواقع هو النقيض، حيث حلفاء أمريكا مستمرون في عمليات التحشيد مما ينبئ عن مرحلة تصعيد عسكري في الساحل الغربي وباقي الجبهات.
قوات الجيش واللجان الشعبية أعلنت عن جاهزيتها لمواجهة أي تصعيد لتحالف العدوان على الساحل الغربي ، حيث أكدت مصادر عسكرية ، أن أكثر من 48 دفعة عسكرية تخرجت خلال شهر أكتوبر الماضي اغلب الدفع المتخرجة أخذت دورات خاصة متوجهة إلى الساحل الغربي
فهل دعوات واشنطن لوقف الحرب في اليمن لإنقاذ آل سعود من مستنقع اليمن أم غطاءً لتصعيد عسكري جديد لاحتلال الحديدة ؟