الجديد برس : متابعات
أكدت مصادر متعددة، مساء اليوم، تعرض «مطاحن البحر الأحمر» الواقعة في جنوب شرق مدينة الحديدة لقصف عنيف، أدى إلى تدمير المطاحن المركزية التي تغذي المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة حكومة «الإنقاذ» بالغذاء.
المتحدث باسم قوات «الإنقاذ» العميد يحيى سريع، أكد أن «طيران التحالف استهداف مطاحن البحر الأحمر بعشرات الغارات الجوية اليوم»، مشيراً إلى أن «تدمير المطاحن المركزية بالكامل من قبل طيران العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الإنسانية، وتحد صريح للإرادة الدولية ولكافة الاتفاقيات والقوانين الدولية، التي تجرم استهداف الأعيان المدنية بأي شكل من الأشكال».
من جانبها، دانت وزارة الصناعة والتجارة في حكومة «الإنقاذ» بشدة استهداف «التحالف» لـ«صوامع الغلال» بالحديدة والتي يخزن فيها عشرات الآلاف من الأطنان من القمح والدقيق للمساعدات الإنسانية.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن «هذا الاستهداف يأتي في إطار الحرب الاقتصادية الممنهجة لتجويع الشعب اليمني وتدمير منشآته الحيوية والخدمية والاقتصادية »، مستنكرة «الصمت الدولي إزاء هذه الجريمة النكراء التي استهدفت قوت المواطنين، ضمن سلسلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان إثر التصعيد العسكري على المحافظة وما خلفه من ضحايا».
الوزارة دعت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والمجتمعية إلى «تحمل مسؤوليتها والعمل على محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية، وتحييد المنشآت الاقتصادية من الاستهداف والقصف».
ولتغطية الجريمة، ادعت القوات الموالية للإمارات سيطرتها على «مطاحن البحر الأحمر» اليوم، إلا أن مصدراً في مكتب الصناعة والتجارة في الحديدة نفى صحة تلك الادعاءات، مؤكداً أن «كافة المصانع القريبة من المطاحن لا تزال عاملة ولم تتوقف عن الإنتاج برغم اقتراب المواجهات منها».
واتهم المصدر «وسائل إعلام التحالف بالتحريض على مطاحن البحر الأحمر وترويج احتوائها على أسلحة ومسلحين من قوات الجيش واللجان الشعبية منذ سبتمبر الماضي»، لافتاً إلى أن «القصف المتعمد للمطاحن أدى إلى أضرار فادحة، أصابت مرافق المطاحن وآلياتها المتنوعة والحديثة والتي دخلت الخدمة مطلع العام 2016م ».
الأمم المتحدة التي حذرت الشهر قبل الماضي من مغبة استهداف المطاحن المركزية في الحديدة، لم يصدر عنها حتى الآن أي بيان حول استهداف المطاحن التي تنتج ما يُعادل 2000 طن يومياً من الدقيق الأبيض؛ وتستوعب عشرات الآلاف من الأطنان من القمح والدقيق، وتعد واحدة من أكبر المخازن المركزية في اليمن، وركناً أساسياً من أركان الأمن الغذائي في اليمن.
الاستهداف المفاجئ اليوم لـ«مطاحن البحر الأحمر»، جاء بعد شهرين من تعرضها للاستهداف من قبل طيران «التحالف»، ما قد يدفع بتفاقم الأوضاع الإنسانية في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة «الإنقاذ»، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني، وهو ما قد يضاعف أزمة الغذاء ويوسع نطاق حجم الاحتياجات العاجلة المنقدة للحياة.
يشار إلى أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز جراندي، حذرت منتصف سبتمبر الماضي من كارثة إنسانية في حال تعرض «مطاحن البحر الأحمر» للقصف أو تعطلها، معربة عن «قلقها حيال مطاحن البحر الأحمر التي تحوي حالياً (حينها) 45 ألف طن متري من الغذاء، وهو ما يكفي لإطعام 3.5 ملايين نسمة لمدة شهر».
ولم يصدر أي بيان عن «مطاحن البحر الأحمر» حتى الآن، نتيجة احتدام المواجهات في المنطقة القريبة منها.
وفي هذا الإطار، أكد مصدر ميداني تواصل المعارك والقصف المدفعي المكثف بين طرفي الصراع في دوار المطاحن ومحيطه، وبالقرب من شركة «مطاحن البحر الأحمر» وورشة صيانة «هونداي» و«سيتي ماكس» في مدينة الحديدة.
المصدر: العربي