الجديد برس : رأي
طالب الحسني
حتى ما لا نتوقّعُه من الإمارات والسعوديّة وأدواتهم أن يحدث، يحدث، شيءٌ من الإرباك أن العدوّ لا يدركُ حتى الآن وهو يغرق أنه يغرق، وفظيعٌ أن تجد قطعاناً كبيرةً تتبعُه في مستنقع واسع كالساحل الغربي ومعركة الحديدة، ويتوهّمون أنهم يحقّقون إنجازاً عسكرياً وميدانياً.
ندركُ من الطلقة الأولى في هذا التصعيد الأخير، النتيجةَ النهائية المرجوة، لكن أمريكياً، صرنا نفهم الأمريكيين أكثر من أصدقائهم وحلفائهم، عندما يقول ما تيس 30 يوماً، وعندما يقول بومبيو سريعاً، وعندما يتحدّد زمن المفاوضات، وجهنا أنظارنا نحو الساحل، علمنا أنه هناك سيحدث التصعيد، لا أعتقد أن القطعان الذين يساقون في هذه المعركة يدركون هذا جيداً، أو حتى نصف إدراك.
الإمارات والسعوديّة يصعّدون بغباء شديد ليوصلوا رسالةً للولايات المتحدة الأمريكية أنهم يتقدّمون، الإشارةُ الأمريكيةُ كانت أنتم متأخرون جداً في العمليات العسكرية، وعلينا أن نغيِّرَ مسارَ الصراع إلى الدفة السياسية، هذا يعني اعملوا شيئاً خلال ثلاثين يوماً.
نعودُ إلى القطعان الذين يموتون في هذه الحرب وفي هذا التصعيد والجحيم، أنتم تُقتلون لكي تستطيعَ الإمارات والسعوديّة أن تقنعَ المجتمعَ الدولي وواشنطن بأنهم يتقدمون ميدانياً، هذا هو سقفُ المعركة والتصعيد في الساحل الغربي، أنتم تموتون؛ لكي يهزَّ ترامب رأسه فقط لا أقل ولا أكثر، في المقابل الإمارات والسعوديّة تغرَقُ في الغرق نفسه، تتعمّقُ في المستنقع، فإذاً هذه عمليات عسكرية غبية وأفقها محدود، أفقها أن يقولَ ترامب: أحسنتم قليلاً.