الجديد برس : رأي
حمير العزكي
معجزة المقاتل اليمني التي أذهلت العالم وجعلته في حيرة من أمره يجتاحه التساؤل ويغمره الذهول وتأخذه الدهشة الى أبعد مداياتها كيف لا وهو – أي العالم – المشهور بماديته المطلقة وحساباته المتناهية الدقة يتفاجئ بحقائق تتجاوز الماديات وواقعا يعبث بكل المقاييس والحسابات وأحداثا تربك جميع التوقعات وهو أيضا يقرأ معادلة جديدة تعصف فيها الثوابت بالمتغيرات رغم الفارق الكبير في أسس الأمكانيات وأساسات الخطط العسكرية المتفق عليه
بدأت معجزة المقاتل اليمني بفضل الله وعونه وتأييده منذ اللحظة الأولى للعدوان التحالفي الامريكي السعودي الذي باشر عدوانه بإستهداف سلاح الجو والدفاع الجوي المتواضع القدرات فضمن السيطرة على الجو سيطرة مطلقة كاشفا غطاء المشاة وأمان تحرك الاليات والمدرعات وبالتالي وحسب المتعارف عليها عسكريا ضاعف من فرصه في الحسم الميداني وماحدث للجيوش العربية في نكسة 67 ليس بخاف على احد حيث انها لم تصمد لساعات بعد القضاء على سلاح الجو العربي المشترك حينها وبادرت بالانسحاب القاتل ولكن الحال اختلف جدا مع المقاتل اليمني فمرت الاسابيع التي قدرها العدو للنصر الخاطف والاشهر التي انتظرها مؤيدوه لتحقيق هدفه وحتى السنوات التي أرهقت كاهله وكواهل شعوبه وأسياده …
وحين عزى البعض سبب هذا الاعجاز اليمني لميراث جغرافي من الجبال الشاهقة جاءت معارك ميدي والبقع وحرض وأخيرا الساحل الغربي لتثبت وتأكد أن ما حدث معجزة قلما تحدث وتتكرر في التاريخ البشري فلا جبال تخفف من وقع ضربات الطائرات العالية التقنية ولا مدرعات تقي من قصف البوارج والمدفعية الذكية ولا حتى اسلحة متطورة لاستهداف تلك الادوات الموجهة نحوه ، فقط أدوات بدائية وسلاح واحد هو الايمان والحق وعدالة القضية و هنا سر الاعجاز وفحوى المعجزة ..
هكذا بدأت المعجزة اليمانية الاسطورية وهكذا ايضا تأكدت وتجلت حقيقتها وكذلك ستستمر بل وستأخذ مسارات أبعد بكثير مما يحاول الجميع توقعه تصنيعا وتقنية وتطورا و نتائجا أيضا فعما قريب تنكسر الشوكة الأمريكية التي خضع لها العالم مجتمعا ومتفرقا لعقود حينها سيقف العالم مسلما لمعجزة المقاتل اليمني ومؤمنا بيقين راسخ بأن زمن المعجزات لم ولن ينتهي مادام اليمني على قيد الحياة ..