الجديد برس – أخبار محلية
كشف موقع “الخليج أونلاين” على معلومات وصفها بالحصرية تكشف جانباً جديداً وغير معلن من التسجيلات الصوتية المتعلّقة بقتل الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، على يد فرقة اغتيال خاصة، مرتبطة بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التي أعلنت تركيا أنها أطلعت عدداً من زعماء العالم على جزء منها.
وأكّدت المعلومات الخاصة أن التسجيلات الصوتية التي تمتلكها تركيا هي عبارة عن ثلاثة تسجيلات بأوقات مختلفة، يستغرق كل تسجيل منها ما بين 7 إلى 8 دقائق، وليس تسجيلاً واحداً فقط كما أُعلن عن ذلك سابقاً، وأحد أجزائها ما دار داخل مكتب القنصل السعودي في إسطنبول، تظهر أجزاء منها حديث فريق الاغتيال فيما بينهم عن ترتيبات المهمة قبل دخول خاشقجي إلى القنصلية بدقائق قليلة.
وأبلغت مصادر تركية مسؤولة “الخليج أونلاين” أن لدى تركيا تسجيلات أخرى لم يُكشف عنها حتى الآن، وهي تغطّي فترة أطول من جريمة الاغتيال وتفاصيلها، التي استغرقت نحو ساعتين؛ ما بين التخدير والخنق والقتل وتقطيع الجثة ومن ثم التخلّص منها.
وأظهرت التسجيلات الصوتية، بحسب ما حصل عليه “الخليج أونلاين” من معلومات جديدة، دوراً رئيسياً للقنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، في جريمة اغتيال خاشقجي، وكان جزءاً أساسياً منها وليس شاهد عيان فقط.
التسجيلات الثلاثة أكّدت أن العتيبي هو أول من استقبل جمال خاشقجي بالشتم والاعتداء عليه بالضرب داخل مكتبه، ومن ثم محاولة الحد من حركته، قبل أن يساعده بشكل سريع فريق الاغتيال السعودي، والعمل على شلّ حركته بشكل كامل إلى أن فقد الوعي بعد حقنه بمادة مخدِّرة.
وبحسب التسجيلات فإنها تقدم دليل إدانة مباشراً لولي العهد السعودي، خصوصاً أن عدداً من الاتصالات تمّ بشكل مباشر بين فريق الاغتيال مع مكتبه الخاص، وقد ذُكر اسم محمد بن سلمان في الاتصال بشكل واضح أكثر من مرة، في إشارة إلى علمه بالجريمة.
وفي السياق ذاته علم “الخليج أونلاين” من مصدر تركي مسؤول أن لدى السلطات التركية مقاطع فيديو مرئيّة، إلى جانب رصدت الاتصالات الدولية بين فرقة والرياض والتسجيلات الصوتية التي توثّق جريمة اغتيال الإعلامي السعودي، بالثاني من أكتوبر الماضي.
وقال المصدر، إن لدى السلطات التركية الكثير مما لم يُكشف عنه، وقد يتم إظهاره للعلن في حال رفضت السلطات السعودية الكشف عن الجهة الآمرة بتنفيذ جريمة الاغتيال.
المصدر أشار إلى أن حديث الادّعاء العام السعودي عن إدانة بعض الأسماء المشاركة بتنفيذ الجريمة، وتحميلها المسؤولية وحدها، وإظهارها كأنها الآمر الأول بتنفيذ الجريمة؛ سيضطرّ أنقرة للكشف عن المزيد من الأوراق التي تملكها، وبشكل كامل، من أجل كشف الحقيقة.
ولفت المصدر الانتباه إلى أن نشر التسجيلات الصوتية سيكون له تأثير كبير، دون أن يستبعد أن تلجأ تركيا لأهم ورقة لديها في قضية اغتيال خاشقجي؛ وهي الفيديوهات المرئيّة عن الجريمة.
وأوضح قائلاً: “ستكون حينها الورقة الدامغة الأكثر أهمّية في الجريمة، التي ستُحرج من يواصل التستّر على الآمر بتنفيذ جريمة القتل”.
وفي سياق قضية اغتيال خاشقجي ومساعي الرياض لطيّ الملف مع تركيا، أبلغ المصدر التركي المسؤول “الخليج أونلاين” أن مبعوث الملك سلمان الشخصي إلى أنقرة، الأمير خالد الفيصل، زار تركيا مرّتين وليس مرة واحدة.
وبيّن أن الفيصل حاول بشتى السبل إغلاق ملف اغتيال خاشقجي، مشيراً إلى أن الرياض كانت مستعدّة لدفع أي ثمن مقابل ذلك، لكن أنقرة رفضت، وأصرّت على كشف الحقيقة كاملة.
وأعلنت النيابة العامة في السعودية، الخميس، أن الآمر باستعادة (خطف) خاشقجي هو نائب رئيس الاستخبارات السابق (أحمد عسيري)، والآمر بقتله هو “قائد المهمة”، الذي لم تسمه.
ولم تعلن المملكة عن الآمر من الجهات العليا بقتل خاشقجي، في الوقت الذي تشير به جميع الآراء والأدلة إلى تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالأمر بقتله؛ لتورط مقربين منه في القضية، وفق التحقيقات النيابية الرسمية للمملكة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة، شلعان الشلعان، أن هناك خمسة متهمين متورطين بجريمة قتل الصحفي السعودي، مطالباً بإعدامهم.