الجديد برس : متابعات
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل جديدة، عن محاولات الشيخة “لطيفة بنت محمد آل مكتوم”، ابنة حاكم إمارة دبي، للهرب، وملابسات اختفائها بعدما تم خطفها من قبل قوات كوماندوز قبالة سواحل الهند، في أوائل شهر مارس/آذار الماضي.
وقالت الصحيفة إن الشيخة “لطيفة” (32 عاما)، والتي لم يسمع عنها شيء بعد اختطفاها، أمضت 7 سنوات فى التخطيط لمحاولة هروبها الفاشلة من دبي التي تنظر إليها باعتبارها سجناً مطلياً بالذهب.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية أجرت مقابلات مع عميل استخباراتي فرنسي سابق، ” إرفي جوبرت”، ومدربة رياضية فنلندية تُدرِّب رياضة “الكابويرا” القتالية وتدعي “تينا جاوهاينن”، موضحة أنهما ساعدا الشيخة “لطيفة” في محاولة الهروب التي لم تكلل بالنجاح فى نهاية المطاف.
وقال “جوبرت ” خلال حديثه عن ترتيبات عملية هروبها وآليات التنفيذ، إن الأميرة الإماراتية أدخرت مبلغ 400 ألف دولار لدفع تكاليف محاولة هروبها.
وكتبت “لطيفة” ذات يوم، وفقاً لبريدٍ إلكتروني عرضه “جوبرت”: “لقد تعرَّضتُ لسوء معاملة وقمع طوال حياتي، تُعامَل النساء كأنهن أدنى من البشر، والدي لا يمكن أن يستمر في فعل ما كان يفعله بنا جميعاً”.
وأضافت الصحيفة، أن “لطيفة” التقت في عام 2014 بالمُدرِّبة “تينا جاوهاينن” عندما جاءت لتعطيها دروساً في فن الكابويرا -أحد الفنون القتالية البرازيلية- في أحد بيوت الإقامة الملكية، الذي وصفته “جاوهاينن” بأنَّه مجمع فخم لكنَّه غير مريح.
وقالت المُدرِّبة الفنلندية إنَّها أصبحت واحدة من أقرب أصدقاء “لطيفة”، وشريكتها في رياضة القفز الحر بالمظلات، وساعدتها في ترتيب خطط هروبها، إذ كانت تسافر عدة مرات لمقابلة “جوبرت” وتحديد التفاصيل.
وقالت “جاوهاينن” لشبكة BBC إنَّ السعي للحرية بدأ مع أول لقاءين كتلبية لدعوة إفطار مبكر، إذ قاما بذلك عدة مرات سابقة لإضعاف شكوك الحُراس الملكيين حول يوم التنفيذ الفعلي.
وأضافت أنَّ “لطيفة” بدَّلت ملابسها ونظاراتها الشمسية، وسافرتا معاً عبر الحدود إلى عمان، ثم بدأتا رحلتهما إلى البحر، واجهتا رحلةً شاقة لمسافة 26 ميلاً (41.8 كيلومتر) على متن قارب قابل للنفخ ومركبة تزلُّج مائية باتجاه المياه الدولية، حيث كان “جوبرت” في انتظارهما على متن يخت.
قال “جوبرت” إنَّه كان يبحر باليخت تحت علم الولايات المتحدة الأمريكية، على أمل أن ذلك سيساهم في نجاح أي محاولة لبلوغ ساحل دولي، مضيفاً أنَّهم خططوا للتوجه إلى ولاية غوا في الهند.
وقالت “جاوهاينن” عن المرحلة الأولى من الرحلة: “بلغ ارتفاع الأمواج حوالي متر ونصف المتر وكانت الريح تندفع نحونا، لذا استغرق الأمر عدة ساعات قبل أن نصل إلى القارب ثم إلى اليخت”، كان يدفعهم الشعور بالخوف من ما قد ينتظرهم وراء هذه الرحلة.
وأوضحت “لطيفة”، في تصريحاتها في مقطع الفيديو المُخصّص للنشر فقط حال فشل محاولة هروبها، إنَّها استعدت نفسياً وجسدياً لمواجهة عقوبة شديدة إذا أُلقي القبض عليها.
وقالت “جاوهاينن” إنَّ لطيفة من على متن القارب بعثت رسالة إلى إحدى العائلات، واتصلت بجماعة “محتجزون في دبي” الحقوقية، وتواصلت مع وسائل الإعلام، آملة أنَّ علانية قصتها سوف تحميها، لكن يبدو أنَّها لم تحظ بأيِّ ردٍّ يُذكَر، ربما لأن قصتها بدت كأنها بعيدة الاحتمال لدرجة جعلت الصحفيين يخشون أن تكون خدعة.
وأضافت “جاوهاينن”: كانت ترسل رسائل بريد إلكتروني إلى المراسلين الصحفيين ولم يرد عليها أحد. يبدو أنَّه لم يكن هناك أحدٌ يُصدِّقها، لذلك بدت يائسةً وحزينة لأن ما مِن أحدٍ قد يساعدها، ولأنهم قد يجيئون في أعقابنا في أيِّ يوم.
وقيل لشبكة BBC إنَّه بعد مرور أيام، تمت مداهمة اليخت وأُلقِيَ القبض على “لطيفة” من قبل قوات خاصة “كوماندوز”، ولم تُشاهَد علناً مذاك الحين.
وأكد أصدقاء “لطيفة” عدم حدوث تواصل معها منذ ذلك الحين ، كما أُغلِقَ حسابها على موقع أنستغرام.
قال “جوبرت”: “قالت إنَّها تفضل أن تُقتَل على القارب على العودة إلى دبي. أنا لا أعرف شيئاً حتى عن مكان وجودها، أشعر بقلقٍ بالغ”.