الجديد برس : رأي
عبدالمجيد التركي
لم يعد الكيان السعودي يدري ماذا يواجه:
تهريب الكبتاغون.. توزيع الشيكات.. شراء الولاءات.. تسوُّل الجنود من كل دولة.. اتفاقات شراء أسلحة بمليارات الدولارات.. بركان داخلي يوشك أن يندلع.. تغذية المرتزقة في فنادق الرياض.. سخط شعبي في جميع الدول العربية.. إشعال الحروب في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال.. شراء المغردين ومهاجمة القنوات التي تكشف عن سوءاتهم.. فضائح متوالية.. ضخ الأموال مقابل تلميع وجوههم القذرة..
إلى أين تمضي أيها الكيان السعودي الهالك؟
يظن بنو سعود أنهم مانعتهم حصونهم وخزائنهم ونفطهم، لكنهم أعجز عن الدفاع عن حدود مملكتهم الهشة أمام مقاتلين يمنيين قفزوا على تلك الحدود ببنادقهم الشخصية.. وأعجز عن الوقوف على أقدامهم لولا العكاز الأمريكي الذي لن يستمر في إسنادهم طويلاً.. فمن كان آيلاً للسقوط ومرشحاً للتهاوي، لن ينفعه عكاز غيره، ولن يستطيع الصمود طويلاً.
وصلوا سريعاً إلى قمة تفاهتهم بفضل الطفرة النفطية، وطغوا وتجبروا وصبوا كل عقد نقصهم على جيرانهم.. وحين تصل إلى القمة ينبغي أن تسأل نفسك: كم سأستمر في هذه القمة قبل أن يبدأ موسم الانحدار؟ كم هو الوقت الذي ستستطيع أن تظل فيه متوازناً من أجل البقاء على هذه القمة؟
يقول الإمام علي بن أبي طالب عن مثل هكذا حالة في تشبيه بديع: (فمثلهم كمثل قوم رقوا جبلاً، فأيهم كان الأسرع في الوصول كان الأقرب إلى الهلكة).
ما الذي يعصمهم من السقوط، وهم يعلمون أنهم لولا الأموال الطائلة التي يدفعونها للدول المبتزة مقابل حمايتهم لسقطوا خلال أسبوع؟! فالدول الطارئة التي ليس لها أساسات حضارية سترجع أثراً بعد عين، وستتم إعادة صياغتها من جديد وفق معطيات ستتحدث عن نفسها في حينه، ويتم اختزال دول الخليج في دولتين فقط، وسيعود الخليج منطقة مختلفة عما هو عليه الآن في الخريطة، ولن ينجو من هذا التقسيم سوى عُمان والبحرين فقط.
الكيان السعودي يدرك هشاشته جيداً، ويدري أنه يقف على فوهة بركان، لكنه يكابر ولا يصدق أنه سيسقط، وأن سقوطه سيكون شبيهاً بسقوط مرآة على صخرة كبيرة، وسيرون أنفسهم مجزئين في شظايا تلك المرآة التي لن تكون كافية لإظهار كل ملامحهم القبيحة.
لن ينجو العدوان السعودي والإماراتي من دماء الأطفال التي سفكها في اليمن وفي سواها، ولن تفلح مشاريعهم وأوهامهم في احتلال اليمن بقدر ما ستكون عاملاً مساعداً في اندثارهم.. فهم في هذا الأمر يشبهون بني أمية الذين حاولوا في كربلاء إبادة نسل بني هاشم وتصفيتهم جسدياً فأبيدوا هم، رغم أنه لم يبق من نسل الحسين سوى ابنه زين العابدين، في حين كان بنو أمية دولة بأكملها، وكانوا يمتلكون الجيوش والعبيد والمرتزقة والمال والسلاح والأرض والمُلك، مقابل رجل واحد من أولاد الحسين، فانقرضوا بمملكتهم ونسلهم وأموالهم وباطلهم خلال 80 عاماً، وبقي نسل علي بن الحسين.. ليس لأن الباطل لا يدوم، وأن الخير ينتصر فقط.. ولكن لأنه قانون كوني، وميزان حياة لا يبقى في كفته إلا من كان مساهماً في استمرار هذه الحياة، أما التافهون الذين لم يكونوا في هذه الحياة سوى معاول هدم، فمصيرهم إلى الهدم.
وفي اعتقادي أن الكيان الصهيوني القذر سيعيش أكثر من الكيان السعودي، لأن السعودية أقذر، وقد استهلكت كل أسباب بقائها، وقتلت وهدمت وشردت أكثر مما فعله الصهاينة في فلسطين منذ عشرات السنين، رغم أن بني سعود والصهاينة وجهان لعملة واحدة، فهما صناعة بريطانية تمت زراعتهما في المنطقة العربية في نفس التوقيت ولنفس الغرض.