الجديد برس : رأي
سامي عطا
لا أسوأ مِنْ مَنْ يستخدم رذيلة اقترفها جدك أو أبوك أو أحد أقاربك في زمن مضى؛ كي يدافع عن نفسه إقتراف رذيلة حالية أشنع منها ويظن بأن هذه الطريقة تشفع له، وعليه فإن رذيلة الماضي لا يمكن أن تستر عورة من اقترف نفس الرذيلة اليوم. ولذا من يتصور أن رذيلة منسوبة إلى نسلك – ولم تقترفها أنت – يمكن أن تبرر له رذائله وخطاياه الحالية بالتأكيد يعاني خللا ذهنيا ووجدانيا.
وإذا كانت جماعة الحوثي توظف القضية الفلسطينية من أجل الدفاع عن نظام إيران، وهو أغرب حكم يصدر من شخصية سياسية قيادية في حزب سياسي يساري كان حاكماً لدولة دعمت القضية الفلسطينية من خلال فصائل فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي الفلسطيني وحتى حركة فتح وفصائل لبنانية وأحزاب مقاومة كالحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي اللبناني والحزب الاشتراكي اللبناني، فهل وضعت الفصائل اللبنانية القضية الفلسطينية في برامجها السياسية والعملية دفاعاً عن نظام دولة الجنوب مثلاً ، ولم تك قضية قومية وإسلامية وإنسانية تحتمها أخلاق الواجب تجاه الشعوب المضطهدة والمظلومة ، وضرورة تضامن الشعوب أمام عنجهية الرأسمالية وصلف الكيان الصهيوني الغاصب.
وإن وافقت على هذا الحكم تكون بذلك اقترفت رذيلة ، فلا تعايرني ولا أعايرك ، أما إذا كنت ترى كل فعلك فضيلة وأفعال غيرك وإن كانت شبيهة لها رذيلة ، حينها أسمح لي أن أقدم لك هذه النصيحة المجانية ” أنت بحاجة إلى طبيب نفسي وعلاج إكلينيكي” ولن تعجز عن الحصول على مثل هذاالعلاج في مدينة الضباب.
أما تصنيفك لجماعة الحوثي طبعة قديمة وطبعة جديدة ، اسمح لي أصارحك القول لم يشذ عن ثقافة جيلك المريضة المفعمة بالكراهية للآخرالمختلف ، لكنكم عوضا عن تصنيف بعضكم البعض داخل القيادة وبعد كل دورة تصفية تلصقون بمخالفيكم أوصاف التأثيم والتجريم والتحقير تارة اليمين الرجعي وتارة أخرى اليسار الانتهازي وتارةً ثالثة بالزمرة، بينما اليوم نقلت تلك الأمراض إلى المجتمع ولكل حراك جماهيري، أنت تمثل الحقيقة المطلقة وتمثل الفضيلة وسواك عنوان للرذيلة ، تعتبر عداء إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية سابقاً قمة الفضائل، بينما تعد موقفك النقيض اليوم ” الملتبس على بعض الناس” قدس أقداس الفضيلة في معبد سياسة التطبيع.
وأما تشبيهك للحوثيين بالنائحة المستأجرة ، ذكرني بمثل عربي جاهلي ” رمتني بدائها وانسلت” تنوحون منذ بداية شرعنتكم العدوان تارة على الثورة والجمهورية وتارةً أخرى على الموفنبيك والدولة المدنية وتارةً ثالثة على الأمن القومي العربي ورابع على تعز تنزززززف والحقب تنززززف وحجورتنزززف ، كله نواح ونحيب مستأجر، وتستلمون عليه أتعاب ارتزاق وعمالة وتبررون للعدوان، ومنشورك هذا يدخل في نفس السياق ” النواح المستأجر” بعد فضيحة اجتماع وارسو، فضيحتكم دقت أخر مسمار في نعش شرعية الفنادق والعمالة.
وأود أن تكون متأكد أن إيران ليست بحاجة إلى حماية من أحد ولا تشتري أمنها وسلاحها، وصارت أمة بين الأمم وتلعب مع الكبار، وتسهم في دعم الشعوب المستغلة والمقهورة من منطلق أخلاقي (اخلاقكم السابقة التي أضعتموها في بازار بيع وشراء المواقف) تمليه عليها ثقافتها في نصرة الضعفاء والوقوف ضد استكبار و صلف وعنجهية وهيمنة القوة.
ونصيحة مجانية : صرتم في نظرنا مومياء ويستحيل لأي وسيلة، أن تعيدكم أوتعيد ترميمكم وهذه خلاصة يعرفها الجميع حتى أنتم تسلكون بمقتضاها وحكمنا هذا تؤكده شواهد كثيرة، من شراءكم عقارات خارج البلد، وسعيكم الحثيث إلى ترتيب أوضاع أخوان الصفا وخلان الوفاء وأوضاع الأبناء والأقارب، ولذلك تحاولون إطالة أمد الحرب العدوانية للتكسب وترتيب أوضاعكم ليس إلاَّ..!