الجديد برس : رأي
أحمد عبدالوهاب الشامي
تنظر إلى الساعة وتقول لزميلتها (باقي خمس دقايق للفيدوس) منتظرة سماع الجرس ليعلن إكمال اليوم الدراسي بعد يوم مضني.
تواقة للعودة إلى البيت فاليوم ستذهب لشراء حقيبة جديدة كما وعدها أبيها. تقتطع ورقة ثم تلملم دفاترها تكتب لصديقتها رسالة : (أنتي صديقتي إلى الأبد ولن يفرقنا إلا الموت) تطويها كطائرة ورقية و ترميها لتهبط في أحضان صديقتها لتهم بفتح الرسالة إلا أن صوتا ما يوقفها عن ذلك لم يكن صوت الجرس الذي كن ينتظرن بل صوت غارة طيران، رهاب شديد يصيب الطالبات، تدافع للهروب، تحاول المعلمة جاهدة تهدئتهن فيما يبلغ قلبها الحلقوم، الغبار يتصاعد، ابتعد الجميع و غادروا الفصل، إحدى الطالبات كانت قد نقشت يدها لعرس أخيها فاختلط الدم به و الأخرى كانت تريد أن تصبغ شعرها باللون الأشقر إلا أنه قد تخضب باللون الأحمر و الأخروات يصرخن مفزوعات يغادرن الفصل أو ماكان يسمى كذلك.
تنادي المعلمة بعد مغادرتهن الى الطابق الأول.. هل الجميع هنا.. و لكن لافائدة.. أخرجت قائمة أسماء الطالبات و بدأت بالتحضير.. حليمة، فاطمة، سلوى… وفاء.. وفاء؟!.. عدم الحضور يعني شيئين إما أنها محظوظة بعدم المجيء في هذا اليوم الدامي أو..أو..أو.. (الموت)..!
هل كانت وفاء موجودة يا بنات؟ تسأل المعلمة.
ترفع طالبة يدها حاملة طائرة ورقية.. قائلة: نعم و هي تجهش بالبكاء.
و لكن أين هي؟ ..
لقد فارقت روحها جسدها لقد وجدوها ملقاة تحت مقعدها الدراسي مضرجة بالدماء متشبثة بحقيبتها التي كانت تودعها فهي على موعد مع شراء أخرى جديدة!