المقالات

الكرامـة قبل المصلحـة

الكرامـة قبل المصلحـة

الجديد برس : رأي

محمد ناجي أحمد

يستمر العدوان والاحتلال طيلة 4 سنوات مستخدماً أعتى أنواع الأسلحة المدمرة، مستهدفاً في ذلك قتل الإنسان وتمزيق الجغرافيا اليمنية وطمس الذاكرة التاريخية والعمرانية لليمنيين.
لكن اليمن بجغرافيته المستعصية على غايات الغزاة، وإنسانه الذي تراكمت في جيناته قيم الكرامة والإباء والإيمان بالنصر ودحر الأعداء، ولملمة جروحه، لتصير نياشين عزة وفخار، هو اليمن والإنسان الصاعد دوماً ذرى العزة مسطراً ملاحم الشموخ، ومجترحاً معجزات الصمود كأسطورة فينيقية، يتصوره الأعداء رماداً خامداً فإذا به سيلٌ جارف لكل أوساخ الاستعمار وأدواته، صانعٌ لتاريخه الذي يتكرر فخاراً وكبرياء، ساردٌ لمهازل التاريخ حكايا يهدهد بها أطفاله، كي يتسنموا ويتشربوا قصص البطولة، ويعوا ضريبة الجغرافيا التي كتبت على اليمنيين أن يحيلوا بيارق المستعمرين وبيادقهم هباء منثوراً.
لم تكن سنوات العدوان والاحتلال الأربع التي حفرتها صواريخ وقاذفات وقنابل الغزاة، وشماً في الجسد اليمني، سوى مرحلة أرادها الغزاة أن تكون حصاداً لما خططوا له منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين.
ومع أوسلو صرح رئيس وزراء الكيان الصهيوني «شمعون بيريز»، وهو على طائرته فوق الأجواء اليمنية، معلناً زمن الزمن الإسرائيلي، المتحكم بالبحر الأحمر. وصرح العديد من قيادات الكيان الصهيوني أن اليمن مبتغاهم، وأنهم سيحيلونها ياباناً ثانية لو قبل اليمنيون أن يطبعوا معها، وتعالت الأصوات وكثرت الندوات وقتها متحدثة عن حق اليمنيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل وتصهينوا مع الاحتفاظ بجنسيتهم اليمنية! وكان لأقطاب النظام حينها تواطؤ مع هذا التوجه، لكن الكيان الصهيوني ومشيخات الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات وقطر، يعرفون أن حائط الصد ضد التطبيع يتمثل بالشعب اليمني، فكان الشروع ببث ونشر مخططات تقسيم اليمن إلى أقاليم منذ عام 2005م، وعلى جعل اليمن يمنات، ووقتها نشرت العديد من المشاريع التفتيتية بأسماء برلمانيين ووجاهات مشيخية بغرض تسويق تفتيت اللحمة اليمنية، التي يصعب بواحديتها أن يمر المشروع الغربي الصهيوني في الساحل الغربي وعدن، وحضرموت والمهرة، فكانت وتيرة الحركة السريعة نحو التفتيت، وكانت انتفاضة 11 فبراير 2011م، التي استغلت وضع الشباب اليمني الباحث عن التعليم وحق العمل، لتنحرف بالانتفاضة نحو تفكيك الجيش وتدمير مخزون السلاح بكل أنواعه الجوي والبحري والبري، لتكون اليمن مكشوفة دون جيش ودون دولة، وكانت التسوية الخليجية الغربية بواجهة سعودية إماراتية، وتخطيط أمريكي بريطاني صهيوني، ودور فرنسي ألماني معاضد لمشروع إعادة رسم الخارطة الجغرافية والسياسية لليمن واليمنيين. فقد كان تعليق الدستور وإحلال ما سمي مخرجات الحوار الوطني، والعمل على فدرلة اليمن إلى 6 أقاليم، وفقاً لمعايير مذهبية وطائفية وجهوية، تجعل غالبية الكثافة السكانية من اليمنيين داخل جغرافية ضيقة ومحاصرة في سجن جماعي، تجعلهم تحت السيطرة والتهجين والخنوع والقبول بما يمُلى عليهم…
لكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها قوى العدوان والاحتلال أن مخططاتها ستتكسر على صخرة الرفض اليمني، الذي خرج ليواجه ماكينة القتل بصرخة صمود مدوية ضد المشروع الغربي الصهيوني.
4 سنوات لم يترك العدوان والاحتلال بنية تحتية من طرقات وجسور ومدارس وملاعب ومؤسسات مدنية وعسكرية، ومصانع وشركات وأطفال وشباب وشيوخ ونساء وأسواق وأعراس وعزاء، وقرى ومدن وموانئ ومطارات… الخ، إلاَّ قصفها قتلاً ودكاً وتدميراً.
لكنه ظل وسيظل عاجزاً عن كسر روح الثورة والتحدي، كشعب جُبِل منذ آلاف السنين على كسر رايات المستعمرين والغزاة، محولاً مشاريعهم إلى ذاكرة شعبية وحكايا كبرياء ترضعها الأمهات للأجيال تلو الأجيال.
من هنا مرَّ الرومان تاركين رفاتهم في «الجوف»، ومن هنا مرَّ الأحباش والبرتغال والأتراك والبريطانيون. احتفظت الذاكرة بانكسار أفواجهم، وطمست الرمال وأمواج البحر جثامين جنودهم.
هي حرب وجود كتبت على اليمنيين عبر التاريخ. تلاشى العابرون وبقيت اليمن ترفرف بعبقرية الإنسان اليمني، وفرادة الموقع والموضع الجغرافي، الذي يجعلها محل أطماع الغزاة، ومقبرة لمشاريعهم في آن.
4 سنوات وماكينة القتل -التي زعم أصحابها أنها ستكون سياحة هوليوودية مقتضبة بأسابيع-تتمدد وتشيخ، لكن اليمن بجغرافيته يزداد عنفواناً، وبإنسانه يزداد إصراراً على هزيمة الموت، ليكتب ملحمة الحياة لليمنيين.
4 سنوات تحرك الغزاة خلالها بحرب صلبة لا تبقي شجراً ولا رضيعاً، ترادفها حرب ناعمة، أراد منها الغزاة أن يحرفوا بوصلة المعركة الوجودية ضد العدوان والاحتلال لتصير حرباً بين المذاهب والطوائف والمناطق والجهات، لكن اليمنيين الأباة الرافضين للخنوع تنبهوا لكل هذه الأساليب والحروب الناعمة التي تديرها قوى الاستعمار، فواجهوا الخطاب المناطقي والجهوي بأن أصبحت صنعاء جغرافية الوحدويين، وعليها يقع مشروع استعادة الوطن الوحدوي من براثن الفوضى والاحتلال. وواجهوا الخطاب المذهبي والعنصري بخطاب مواطنة ووطن واحد، وأفشلوا كل خطاب إبليسي يبتغي تمزيق اليمن واليمنيين على أساس المذهب والمنطقة، وأثبتوا للعالم أن صمود صنعاء العاصمة يعني مما يعنيه انتصار مشروع الوحدة اليمنية، وانهزام مشاريع التفتيت.
إن لحمة اليمنيين سلوك وخُلُق متوارث، وعفوي وطبيعي، عجز بسببه كل مستعمر أن يستثمر أسلحة الفرقة والتحريض، رغم عديد محاولاته عبر التاريخ، فحين زار الرحالة «نيبور» اليمن في القرن التاسع عشر، تعجب من تسامح اليمنيين مذهبياً، بل ومع أصحاب الأديان والأجناس الأخرى.
الفتنة الطائفية والمناطقية هي سلاح كل مستعمر وغازٍ، وعلى هذا النهج سار الأتراك والبريطانيون، وذهبوا وبقي اليمن. وسيذهب هذا الاحتلال وسيبقى اليمن واحداً موحداً، فهذا قانون الجغرافيا، وفضاء الروح المشرقة بالتسامح والالتحام بين اليمنيين.
الغازي والمحتل المعاصر بواجهته السعودية الإماراتية، وحقيقته الأمريكية البريطانية الصهيونية، اشتغل في حربه الناعمة على ثنائية طائفية عمل على تخليقها كأداة تابعة له، فبدأ بتحريك من سماهم «الأقيال»، وهي تسمية ترمز إلى فترة ضعف اليمن حين سقطت الدولة المركزية القديمة في القرن الثالث قبل الميلاد وإلى القرن الميلادي الأول، حين أصبح الموظفون التابعون للحكم المركزي وعلى عاتقهم يجمع الخراج، حكاما لمناطقهم، أي حين تمزقت وتشتتت أيدي اليمنيين، فظهر في تلك الفترة اسم «القيل»… ومن هنا استدعى الاستعمار المعاصر على اليمن هذه النعرة من تاريخ الضعف والتشتت، وجعلوها عنواناً لهوية وهمية، عمل المستعمرون على توظيف خبيث لثنائية «القحطاني» و»العدناني» و»الحميرية السياسية» و»الهاشمية السياسية»، والغرض من كل ذلك تقسيم اليمنيين عمودياً إلى مجتمعَين عرقيين، وهو الشعب الواحد الموحد بجغرافيته ووطنيته وعروبته وعقيدته وآماله وآلامه، ومصيره وطموحه.
لكن الاستعمار الذي ينفُذ من بين الهويات الوهمية ليبث الفرقة والشقاق، ويزيف حقائق التاريخ، ومن ذلك تزييفه لحقيقة الحكم الزيدي في اليمن، مقدماً إياه على أنه استعمار استمر أكثر من 1200 سنة! مع أن حقائق التاريخ تؤكد أن الحكم الزيدي في اليمن منذ مجيء الإمام يحيى بن الحسين وحتى آخر أئمة اليمن محمد البدر، كان يمنياً في هواه وفي تجذره وفي ولائه وانتمائه، فلم يرتبط بولاء لسلطان أو ملك أو خليفة خارج اليمن، كما هو شأن العديد من الدويلات التي حكمت في اليمن، وكان ولاؤها لدمشق أو بغداد أو مصر، بل كانت اليمن هي قبلة الانتماء والولاء لهؤلاء الأئمة. يقول مترجم كتاب «اليمن: الثورة والحرب حتى عام 1970»، لمؤلفه أدجار أوبالانس (ترجمة وتعليق الدكتور عبد الخالق محمد لاشين، والصادر عن دار الراقي -بيروت، مكتبة مدبولي، طبعة ثانية، 1990م).. يقول: «ونعني به الحكم الإمامي الزيدي، جاء تأكيدا للهوية الخاصة والتراث التاريخي للشعب اليمني، فكان مذهبه الإسلامي الخاص الذي ميزه عن سائر أقطار العالم العربي، التي اعتنقت الإسلام، بما في ذلك قلب الجزيرة العربية مهد الإسلام ذاته. ولهذا فقد كان استمرار هذا الحكم استمراراً للذات اليمنية، حتى ولو بدا خلال القرون الأخيرة أن اليمن قد فاتها ركب التطور والحضارة الحديثة، وقد توافقت بشكل عجيب أبنية ذلك المجتمع في ظل الإمامة، وحتى مطلع القرن العشرين فكراً وتطبيقاً، ومن هنا فإن اليمن، خروجاً على ما ألفه سائر البلدان العربية الأخرى، ظل يشهد بشكل يكاد يكون متواصلاً، تدفق تيار الفكر والثقافة الإسلامية دونما توقف، اتساقاً مع تشابك أبنيته وأوضاعه تشابكاً عضوياً لا انفصام فيه» (ص6).
لقد رفعت ثورة 23 يوليو 1952م بمصر شعار «أن يداً تبني ويداً ترفع السلاح»، وتواشجت حركة المقاومة اليمنية ضد الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي بحقيقته الأمريكية البريطانية الصهيونية، بشعار «يد تبني ويد تحمي». وحددت الثورة العربية في الخمسينيات عدوها الوجودي بالكيان الصهيوني والمشروع الغربي في المنطقة، وكذلك حددت «حركة أنصار الله» صرختها بـ»الموت لأمريكا الموت لإسرائيل». وعلى نهج الثورة العربية ورفضها للصلح والتطبيع والاستسلام للكيان الصهيوني إثر عدوان 5 حزيران 1967م، حددت المقاومة الوطنية اليمنية ضد الغزاة، المقاطعة الشعبية للتطبيع الثقافي والاقتصادي والسياسي، كموقف وطني وعروبي وعقائدي لقوى الصمود ضد الغزو والاحتلال والمشاريع الصهيونية، ذي الواجهة الخليجية، وبجوهره الأمريكي البريطاني الصهيوني.
لقد كان توصيف الوضع في اليمن أنه بحاجة إلى شراكة القوى اليمنية، في تحديد التحديات ومعالجتها، وذلك ما أورده الشهيد جار الله عمر في كلمته التي ألقاها بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح، لكن خيار العدو المتربص باليمن حدد ذلك التوقيت والمكان لاغتيال جار الله عمر، لكن الشهيد قال كلمته ومضى في رحاب الخالدين، ومما أورده في كلمته تلك قوله: «إن اليمن بحاجة إلى إرساء دولة النظام والقانون، دولة المؤسسات، كي تتفرغ لمواجهة التحديات الكبرى في المجالات المختلفة، وأهمها تعثر التنمية وشح المياه وتكاثر السكان وتفشي الفقر والفساد والأمية وتهميش المرأة وتراجع الهامش الديمقراطي وسيادة التخلف العلمي والمعرفي، حتى بمقاييس البلدان المتخلفة، على جانب العجز أمام تحديات العولمة وقواها المؤثرة، التي ستفرض مصالحها ورؤاها وسياستها وقيمها على الآخرين، دون اكتراث باحتجاجاتهم الصاخبة. إن هذه التحديات الكبيرة، الداخلية والخارجية تفرض على كل القوى السياسية الحية والفعاليات الاجتماعية في السلطة والمعارضة، النهوض بواجباتها، والدخول بدون تردد في حوار جاد ومسؤول، وصولاً إلى بلورة ما يمكن الاتفاق عليه من أهداف مشتركة، والسعي إلى تحقيق تلك الأهداف، ولو بأساليب متباينة، حسب موقع كل طرف داخل المجتمع، وتأثيره وسط فئاته المختلفة. ذلك أن النجاح في الوصول بالحوار الوطني إلى أهداف مشتركة أنفع للوطن والمواطنين من استمرار الاختلاف على كل شيء، مع الاحتفاظ لكل طرف بالحق بالتمسك بما يراه حيوياً من أهداف ورؤى وبرامج خاصة…». هذه هي الرؤية الوطنية التي أرادها الشهيد جار الله عمر للحوار الوطني بين اليمنيين، لكن الكيان السعودي ومن خلفه قوى الغرب أرادوا حواراً ينطلق من تقسيم اليمن وتفكيك الجيش، وتخصيب الهويات القاتلة. تركوا تحديات التنمية والتعليم والمياه والكثافة السكانية، والشراكة السياسية، ليجعلوا من حوار التسوية الخليجية عام 2012م معول هدم للوطن والوطنية اليمنية.
ولأن الكيان السعودي في بنيته البدوية والوهابية يقوم على أساس اجتثاث العمران والأوطان والذاكرة التاريخية والروحية، فقد استهدف في عدوانه واحتلاله مقامات الأولياء والأضرحة والقباب والقبور والمساجد والآثار والمدن القديمة، في عداء صريح وواضح لكل ما يحمل ذاكرة الوطن والتاريخ اليمني في حرب الأربع سنوات وما قبلها. وهو ما صنعه الكيان السعودي حين سيطر على الطائف ومكة والمدينة وجدة، فقد هدم قبور الأولياء والصالحين والصحابة والقباب والمقامات والأضرحة، وطمس الآثار… الخ، مما دفع بالوفدين المصري والهندي المشاركين في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكة عام 1926م، وافتتح في 7 حزيران من ذلك العام، فقد طالب رئيس الوفد المصري محمد الظواهري، ورئيس جمعية الخلافة الإسلامية بالهند شوكت علي، بإعادة بناء الأضرحة والقبور والقباب التي هدمها الوهابيون عند سيطرتهم على الحجاز، وقد حاول عبد العزيز بن سعود أن يشتري ذمم وولاء المشاركين كي يسوقوا للنظام السعودي في بلدانهم، فصرف الكثير من المال «يقول القنصل البريطاني في تقرير سري إلى حكومته: المظنون أن المؤتمر كلف ابن سعود ما لا يقل عن الـ20 ألف جنيه، كان بعضها نفقات للوفود، والبعض الآخر رشوات لهم. وذكر القنصل أن أعضاء الوفود باستثناء القليل منهم قبضوا الرشوات من ابن سعود كل حسب أهميته. فالشيخ رشيد رضا مثلاً قبض ألفي جنيه، وأمين الحسيني قبض ألفاً، وأبو العزائم قبض 300. وكان قصد ابن سعود من ذلك أن يجتذب قلوبهم، ويضمن دعاية حسنة في بلادهم» (قصة الأشراف وابن سعود، الدكتور علي الوردي، الطبعة الثالثة، دار الوراق للنشر المحدودة، 2013م، ص327).
هو كيان منذ نشأته الأولى في الدولة السعودية الثالثة التي أسسها عبد العزيز بن سعود، يقوم على شراء الذمم وتوزيع الرشوات، حتى أصبح لهذا الكيان بعد ذلك لجنة خاصة لشراء الذمم والولاءات، وزرع القلاقل والفتن وإضعاف الدول وإسقاطها من الداخل، بإشراف الأمير سلطان، الذي توفي بمرض السرطان قبل سنوات، ولن نقول إن الله عاقبه بهذا المرض عقوبة على ما اقترفت يداه، لأن هذا تفكير اتكالي وخطير في آن، فالبعض حين يرى تناقضات تحالف العدوان والاحتلال في ما بينها، أو بين أدواته في الداخل خدمة من التحالف لأنصار الله، كعون رباني وتوجيه إلهي! والحقيقة أن هذا القول فيه سوء نية إذا أحسنا الظن، وقول يخدم العدوان، ويتناغم معه إذا أسأنا الظن ووسعنا الحذر. فالتناقضات بين قوى العدوان والاحتلال تتراكم وتظهر بفعل صمود القوى اليمنية المناهضة للعدوان والاحتلال، أي أن سبب بروز هذه التناقضات هو الصمود الأسطوري لليمنيين في مواجهة هذا العدوان والغزو، فلولا صمود الجيش واللجان الشعبية في مواجهة الغزو ما كان لهذه التناقضات أن تثمر هزيمة للمخطط الغربي الصهيوني، في كل أبعاده وأهدافه وغاياته.