الجديد برس : رأي
صلاح الدكاك
ينسب البعض انتصارات وتقدم رجال الرجال في الجيش واللجان إلى انحسار الغطاء الجوي عن المرتزقة وعملائهم..
الغطاء إياه لم ينحسر يا مؤمنون، فالذي انحسر هو عورة مشروع تحالف الاحتلال وأدواته عياناً لمجتمعات الجغرافيا المحتلة، بحيث باتت هذه المجتمعات أنضج من ذي قبل لإدراك باطل العدوان وزيف شعاراته، كما وإدراك أن على الطرف المناهض لهذا الباطل حقاً ورجالاً صادقين مع الله ومع شعبهم بالقول والفعل.
4 أعوام باهظة الكلفة تكبد تبعاتها المأخوذون بأكاذيب المحتل ووعوده، والذين رأوا أن الطعام على مائدة غلمان زايد وسلمان أدسم، فذاقوا وبال غفلتهم ولهاثهم علقماً.. والمحايدون الذين رأوا أن المكوث في الجبل أسلم، فلم يعصمهم عاصم من فتنة طاولت الصامتين عن الحق بين من طاولت، ولم يقف وبالها على الذين ظلموا خاصةً..
إن غطاء الطيران الحربي الأحدث والأفتك في أوج زهوه وافتتانه وغروره وزخمه، لم يفتح أمام تحالف العدوان الكوني بكل جحفله وعديده قريةً أو زقاقاً من قرى وأزقة جغرافيا الصمود الوطني والثبات الموصول بحبل الله، بينما تقطعت حبال أمريكا وبريطانيا وممالك البترودولار وتتقطع تباعاً اليوم بالمعولين عليها المعتصمين بها ممن ظنوا أن حصون البترودولار والشيطان الأكبر وأبالسته مانعتهم من بأس رجال الله الباذلين أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة المستضعفين من عباده بلا مِنّةٍ ولا تفضُّل عليهم، وإنما حناناً بهم ورجاء الفوز برضى ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، وكفى به ناصراً ووكيلاً، وحسب القابضين على حبله الوثيق منعةً ورفعةً وعظيم جزاء وحسنى عاقبة.
باطل تحالف العدوان الأمريكي وأذياله عرباً ويمنيين زاهق اليوم وأمس وما طال المطال في مواجهته فوق 4 أعوام إلا تمحيصاً من الله للصادقين من المنافقين وللخبيث من الطيب، وقد آذن الله بالفرج بعد الشدة والضيق، وبالنصر والفتح المبين بعد الزلزلة والحصار المقيت المطبق على مفاصل البلد يقطعها أوصالاً ويذر بعضها ينهش لحم بعضها في سبيل طاغوت أمريكا وشبقها للهيمنة والتعبيد، ولولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله والشعب والوطن عليه، فقضى فريق منهم نحبه مستشهداً، ورسخ الباقون على نهج الماضين ومسارهم، وما بدلوا تبديلاً… لولا هؤلاء الصفوة من أبناء الأرض الطالعين من ملحها وعرقها كالجلاميد والأشجار الباسقة لانحسر الوجود اليمني ولذَرَتْه “عاصفة البغي والطغيان” هشيماً في مهب ريح التفتيت والشرذمة والتناحر البيني والتدمير الذاتي الداخلي، ولكان أكابر الكفر بالله والإنسان يهللون اليوم ويشربون الأنخاب على بقايا خارطة كان اسمها “العربية السعيدة” ونثار قوم كانوا “أولي بأس شديد” وأهل حكمة وإيمان..
انتصرنا وننتصر بدماء هذه القوافل من الأنفس الزكية الصادقة القاضين منهم والماضين على الدرب يسفحون زكي الدماء سقاء للتربة وذوداً عن العقيدة والأرض والعرض وتروية لغليل الشرف اليمني المنتهب من شذاذ الآفاق وأراذل نسل الأصقاع وزنخ الجهات وخبث الكوكب المجلوبين على أجنحة شيكات البترودولار القذرة الممهورة بأهواء ورغبات الأمريكان والغرب الامبريالي من صفر الطفرة النفطية إلى النطفة والأنفاس الأخيرة لعصر البترول المحتضر ممالك وعروشاً اليوم تحت أقدام ثورة الحفاة الأحرار الأنصار الذين يُبقي بقاؤهم في خنادق الجهاد على جذوة القضية الفلسطينية مشتعلةً وعصيةً على أن يخمدها نتن أنفاس ملوك العهر في صفقة ليل قوادها قرن الشيطان.
ليت أهلي في تعز المخدوعة المغدورة الغافلة المستغفلة يعلمون قبل فوات الأوان أن كيد تحالف الشياطين كان ولايزال وسيظل ضعيفاً، وأن 4 أعوام من التعويل على أباطيله والركون لوردي أحابيله تمادٍ في الخسران، وجري حثيث إلى هاوية خزي لا ريب فيها، ومآل ثبور لا منجاة منه، وفي طاحونة الموت اليومي التي تهرس أضلاع الضحايا بلا رحمة ولا ثمن يرجى بين شقي الاحتراب العَمالي الآكل بثديي المدينة، عبرةٌ لمن لايزال في صدورهم نقير بصيرة وكسرة حكمة وشعرة مودة وطنية آدمية تصلهم بنسيج المجتمع اليمني من حوف إلى الخضراء ومن تربة ذبحان إلى ذرى مران.
إن تبديد الوقت في الرهان على باطل عميل ناصري أو مؤتمري في مواجهة باطل عميل إصلاحي، هو سخف وسذاجة لن تبرأ المدينة به من برص الفوضى المتفشي في جسدها والجذام الذي ينهش حثيثاً أطرافها وجذع وجودها، ولن يعفى من وخيم المآل المراهنون عليه، فالاستعانة بفردة حذاء على الأخرى لا تغير شيئاً في وجهة السير صوب عاقبة خزي ونكال حتمية يكاد يراها المبصرون عين اليقين قبل أزوفها لعيان السذج والمحشورين في أحذية الرهان الخائب ظناً منهم أنها سفن نجاة من طوفان بلاليع احتلال رفعوا أيديهم بالأمس حمداً له وتهليلاً لمشروعه.
سينتصر أبناء الأرض حفاةً وعرايا وجوعى وجرحى ومرضى شرفاء لا يرضون الدنية في دين ولا وطن ولا عرض ولا شرف… سينتصر هؤلاء المستضعفون الأحرار بأيدٍ عزلاء إلا من عتيق السلاح، لا شك ولا مرية في ذلك، وسيخيب الذين قطعوا وشائج القربى والدين القيِّم والرحم والإنسانية، ليصلوا شرايين ولايتهم بخراطيم النفط ومجارير البترودولار، مؤمنين بترسانات السلاح الغربي وخزائن قوارين خليج الخنازير، وواثقين بمطلق القوة الأمريكية كفراً بشعبهم وحقه في الانعتاق من نير الهيمنة والتعبيد وحظائر الوصاية، ولهاثاً خلف سراب الأماني المعلبة غربياً، المغلفة برونق الاصطلاحات المفخخة برجس السيناريوهات المعادية للأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
ستنتصر الكف العزلاء المعتصمة بحبل الله المؤمنة بصدق وعده ومطلق قوته، على الأكف المكبلة بشيكات العهر والعمالة والارتزاق المسحولة كالأنعام بحبال الشيطان الأكبر وقرن الشيطان.
وتلك الأرض يورثها بارئها من يشاء من عباده، فلا تَقْصروا الرجاء في حدود تطهير الأرض اليمنية من رجس الاحتلال جنوباً وشرقاً، فإن مشروعاً قرآنياً رحيماً بالمستضعفين شديداً على الكفار حري به وجدير أن يمحو رجس الطغاة عن الجزيرة العربية والكرة الأرضية من قطبها المتجمد الجنوبي إلى قطبها المتجمد الشمالي، ويأخذ بقرون الكوكب صوب الاستخلاف والإعمار، طاوياً تواريخ الاستخفاف والاستحمار للأبد.