الجديد برس : رأي
آزال الجاوي
تعرفت على الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لأول مرة أثناء انعقاد المؤتمر الوطني في 1991 على ما أعتقد، ولكنها معرفة كانت سطحية للغاية، خاصة أنه لم يكن لي اهتمام بالسياسة أو الأمور العامة في حينه. ثم تعرفت على الرجل مرة أخرى في عام 1996 إذا لم تخني الذاكرة أثناء الاحتجاجات التي عمت حضرموت على قذف رئيس النيابة هناك لنساء حضرموت، وقد تفاعل الموضوع إلى أن وصل لمجلس النواب، ولأجل الضغط من أجل اتخاذ قرارات ضد رئيس النيابة الذي تم تهريبه في حينه إلى صنعاء علقت الكتلة الحضرمية مشاركتها في الجلسات، وكان من يقود ذلك العمل النائب عن حضرموت الحاج صالح باقيس. وللتاريخ لم يساند الكتلة الحضرمية أي جنوبي أو شمالي باستثناء السيد حسين بدر الدين الحوثي وعبدالله عيضة الرزامي، وهو الوحيد الذي انسحب تضامناً واحتجاجاً، بل وضع نفسه في تصرف الكتلة الحضرمية في أي قرار يتخذونه، وكان موقفاً نبيلاً للغاية لا يجرؤ عليه أحد في حينه.
بعد أيام من المقاطعة حصل اختراق فعاد بعض الأعضاء ثم عاد البقية باستثناء الحاج صالح باقيس الذي التزم بمقاطعة المجلس حتى آخر يوم في عمر ذلك المجلس. أما المفاجأة الكبرى كانت من ذلك الرجل النبيل السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي أصر إلى جانب الحاج صالح باقيس على الاستمرار في المقاطعة وعدم العودة واستمر في ذلك إلى الانتخابات التالية والتي لم يترشح لها كلاهما رغم ضمانهما للفوز إن فعلا.
موقف السيد حسين وكذلك رفيقه الرزامي ظل محفوراً في ذاكرة الحاج صالح باقيس، وكذلك ذاكرتي، ولذلك ومنذ إشعال فتيل الحرب الأولى قال لي الحاج صالح (رحمه الله): قف مع هذا الرجل فمثله لا يمكن أن يكون على خطأ، ومثل هذا النظام الفاجر لا يمكن أن يكون على حق…
ذلك لم يكن موقف السيد الشهيد القائد الوحيد من الجنوب وقضاياه، فموقفه من الحرب معروف للجميع.
أما نحن فلن نقابل الإحسان إلا بالإحسان للسلف الشهيد القائد حسين، ولخلفه في قيادة المسيرة السيد عبدالملك.