الجديد برس : رأي
طاهر علوان
هناك متغيرات تمس مصائر أمة بأكملها، حيث تتبدى الأحداث والتطورات عن مشهد للسيطرة الأمريكية على المنطقة، ومحاولة فرض إرادة الحرب وعدم التراجع عن خيار القوة لبسط نفوذها وإنجاز التحكم بمصير الأمة العربية، وبمصادر الطاقة والمواقع الاستراتيجية، والأسواق العالمية بمسميات واهية، محاربة الإرهاب والتمدد الإيراني، واختراع عدو وهمي حتى تكتمل الحبكة الدرامية بجريمة صفقة القرن لإعادة صياغة المنطقة، والشرق الأوسط بما يتناسب والرغبة الأمريكية ومصالحها، بصفقة الذل والهوان، وبيع فلسطين، وإعلان إسرائيل دولة كبرى، وهي نقطة البدء، وليس بعيداً عما عرف تاريخياً بمشروع “إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل”، وبالرغم من ذلك هناك عقبات اساسية لاتزال تحول دون استكمال تنفيذ هذا المشروع حتى تفاصيله الأخيرة، الأمر الذي يستدعي من الإدارتين الأمريكية و”الإسرائيلية” خطة توزيع جديدة للقوى وأدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات ومشيخات الخليج، من أجل إزالتها، والمتمثلة بأشكال المقاومة المختلفة لهذا المشروع في كل من اليمن وفلسطين وسوريا ولبنان وإيران.
صفقة القرن مخطط أمريكي (إسرائيلي) وتمويل وتنفيذ الدول العميلة في الوطن العربي، إضافة إلى الدفع الخارجي والمحاولات الامبريالية المستميتة لتدمير البنية القومية للوطن العربي نفسياً وجغرافياً، وفي ظل انعدام الذاكرة التاريخية والانتماء القومي لتلك الدول الكرتونية الخليجية المارقة، ومحاولاتهم المتعمدة عبر وسائلهم الإعلامية لتغييب الوعي العربي عن القضايا الجوهرية التي تهم كل العرب، بافتعال الأزمات والحروب تحت ظل التحالف الثلاثي المتين (الأمريكي- الإسرائيلي – وبعض الأنظمة العربية الفاسدة)، تحالف ظهر بفظاظة ووقاحة غير مسبوق، وبات يعلن عن نفسه بشكل استفزازي من خلال صفقة القرن، والمشروع الاستعماري لاحتلال المنطقة بثرواتها، ومواقعها، وإنسانها، وإنهاء بقايا القومية العربية والصمود العربي المتمثلة بمحور المقاومة.
قوة خيارات المقاومة والشعوب المحقة أحبطت جميع المحاولات الاستعمارية والمغامرات الفاشلة، والحروب المفتعلة، وبات الحلف التاريخي المتين في مهب الرياح وأمام مآزق التراجع عن الحروب لامتلاك محور المقاومة قوة الردع الحاسمة والمصنعة محلياً، وتستطيع الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وأيضاً أبادت القوة الأمريكية ومصالحها في الخليج والسعودية.
القضية الفلسطينية قسمت المنطقة بين محور المقاومة المناضلة ضد الهيمنة الأمريكية، وبين معسكر الحروب والارهاب الدولي من يملكون قوة السلاح والمال ولكن دون قضية عادلة.
المقاومة العربية هي المعنية والقادرة على اسقاط مهازل تلك الأنظمة المتعفنة والدائرة في الحلقات المفرغة، أنظمة مسورة بالعملات الصعبة الواهية، وقوامها الفساد، والمؤامرات، والقمع، والمخبرون، والطغاة، وضعفاء النفوس، وتجار الموت، وآكلو لحوم البشر، تلك الأنظمة وصلت إلى نقطة النهاية، والاندثار، والتحلل، ويجب أن تموت.
محور المقاومة يتقدم ويحقق الإنجازات، والانتصارات، ولديه الاستعداد الكامل لمختلف الاحتمالات، وإفشال مخططات العدو مقابل ضعف واهتزاز وتباين خطاب معسكر الحرب والعدوان. خيارات المقاومة والشعوب هي الأمل الوحيد والقوي لمنع تحقيق صفقة القرن.