الجديد برس : متابعة صحافية
قال براين دولي، الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان، إن الإمارات تدعم الفوضى بالشرق الأوسط، وهي شريك للسعودية في جريمة “الحرب المروعة” باليمن التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين. وأشار إلى أن على الولايات المتحدة أن توقف تسليح الإمارات، وأيضاً أن يقوم الكونغرس الأمريكي بدوره تجاه أبوظبي. وقال الكاتب إن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يعد “العقل المدبر” لحصار دولة قطر في يونيو عام 2017، وهو الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ما تسبب بموقف حرج لواشنطن التي سعت للتوسط بين حلفائها في المنطقة.
ويرى الكاتب في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست” الذي ترجمه “الخليج أونلاين”، أنه في الوقت الذي كانت استجابة الحكومة الأمريكية بطيئة لإعادة تقييم علاقتها مع الديكتاتورية الإماراتية، فإن المؤسسات الأمريكية الأخرى تضغط من أجل التغيير، فقد أثار وجود جامعة نيويورك في الإمارات انتقادات متزايدة، لا سيما منذ اعتقال وتعذيب الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، وتابع دولي إنه في الأسبوع الماضي أرسل السناتور روبرت مينينديز، وهو ديمقراطي بارز في لجنة العلاقات الخارجية، خطاباً إلى وزير الخارجية مايك بومبيو يحذر فيه من أن الولايات المتحدة “قد تكون ملزمة بموجب القانون بإنهاء جميع مبيعات الأسلحة إلى الإمارات”، ما يعني أن الوقت قد حان لواشنطن من أجل إصلاح جذري للعلاقة مع أبوظبي.
ويشير المستشار الدولي في حقوق الإنسان إلى أن الإمارات كما السعودية، تحتجز عشرات النشطاء المسالمين الذين أدينوا عقب محاكمات صورية وتعرضوا للتعذيب، علاوة على ذلك فإن أبوظبي والرياض تعملان بشكل متناغم في هذا المجال؛ فلقد قامت الإمارات باحتجاز الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول وتسليمها للسعودية حيث لا تزال معتقلة وتتعرض للتعذيب. ويختم الكاتب مقاله بتأكيد أن تسليح الإمارات يجب أن يتوقف؛ لأنها تدعم الانتهاكات المروعة في ليبيا واليمن والسودان، وإذا كانت الجهود المبذولة لإنهاء الدعم الأمريكي غير المشروط للسعودية طال انتظارها فإن على الكونغرس ألَّا يتجاهل شريكتها في الجريمة.. الإمارات وذلك بحسب”الخليج اونلاين”.
من جهتها لفتت صحيفة لاكروا الفرنسية إلى أن الإمارات قامت بالفعل بإجلاء قواتها من قاعدة عسكرية جنوب ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون وتعتبر نقطة إستراتيجية لتزويد اليمنيين بالمساعدات الإنسانية، وذلك بعد خمس سنوات من المشاركة في حرب خلفت أكثر من 10000 قتيل وثلاثة ملايين نازح، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكن ذلك لا يعني إطلاقا، حسب لاكروا، أن أبو ظبي ستسحب الميليشيات التي شكلتها وتمولها وتسلحها منذ عام 2015، والتي تضم حوالي 400 مرتزق من أمريكا الجنوبية تلقوا تدريبهم في الإمارات، و400 إريتري أرسلوا إلى اليمن بتمويل إماراتي. وذكرت أن المساعدات المالية والمادية التي تقدمها الإمارات للمرتزقة وعناصر الميليشيات، بما فيها موارد لتوفير أسلحة لتنظيم القاعدة في اليمن لن تتوقف. ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن المحلل السياسي سباستيان بوسوا قوله “إنها حرب كلفتهم غاليا، وهم يريدون الآن التركيز على مشاركة السعوديين في الضغوط الدبلوماسية والعسكرية التي يمارسونها على إيران”. وختمت الصحيفة تقريرها بقول بوسوا “لا يمكن لأحد إلقاء اللوم على الإمارات في الانسحاب من هذه الحرب واختيارالسلام، لكن يجب ألا ننسى أنهم قادوا لمدة خمس سنوات حربا دموية مدمرة تدخلوا فيها ببلد آخر”. وذلك بحسب “الجزيرة نت”.
في غضون ذلك، اثار عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات غضب السعوديين حينما غرد قائلا” أبها تتحدى الحوثيين بـ”المفتاحة” و”طلال مداح”.، وهو ما عده سعوديون استهزاء بقدرات الجيش السعودي، بينما اعتقد البعض انه أخطأ التعبير، إلا أن الغالبية الكبرى من ردود الأفعال فهمت الإشارة واعتبر عدد كبير من المغردين أن بن زايد يستعلي الآن على السعودية ويعايرها بضعفها أمام الحوثيين، بعدما طعنت بلاده المملكة وتخلت عنها في حرب اليمن وقال أحد المغردين:” تطنز على المملكة بعد غدرك بها وبنا في اليمن ولما جاء الجد انسحبتم وستقريتم في الجنوب للتحكم بالموانئ والمطارات وانا متأكد ان تهريب السلاح للحوثي يأتي عبر ميناء عدن وشبوه والمكلا لإطالة الحرب وإحراج المملكة قدام العالم لكن غدركم لن يدوم”.
من جهة أخرى، قالت وكالة رويترز إن شركة موزيلا صاحبة محرك البحث فايرفوكس قررت منع حكومة الإمارات من أن تصبح واحدة من حراسها في مجال أمن الإنترنت، وذلك استنادا إلى تقارير سابقة بشأن برنامج إماراتي للتجسس الإلكتروني. ونسبت الوكالة إلى بيان من موزيلا قولها إنها ترفض مسعى الإمارات لأن تصبح حارسا معترفا بها دوليا لأمن الإنترنت ومفوضة للتصديق على سلامة المواقع لمستخدمي فايرفوكس. وأضافت موزيلا أنها اتخذت هذا القرار لأن شركة أمن الإنترنت دارك ماتر كانت ستضطلع بدور الحارس، وأن تحقيقا لرويترز وتقارير أخرى ربطت بينها وبين برنامج اختراق إلكتروني تديره الدولة. وذكرت رويترز في يناير أن دارك ماتر – ومقرها أبو ظبي- أعدت وحدة لعملية اختراق إلكتروني سرية تحت اسم مشروع ريفين نيابة عن جهاز مخابرات إماراتي.