الجديد برس : متابعات
قالت صحيفة البناء اللبنانية إن تفاوضا يجري “بين القيادة العسكرية الأميركية للمنطقة الوسطى وأنصار الله في مسقط عبر وساطة عمانية طلبها الجانب الأميركي تحت شعار صياغة قواعد اشتباك تمنع التصادم في الخليج”.
وأشارت الصحيفة في مقال كتبه رئيس تحريرها ناصر قنديل إلى أن المصادر أكدت أن هذا التفاوض سرعان ما تطور لأكثر من ذلك.
وقالت إن العمانيين يعتقدون أن” السعوديين يتوجّسون من تفاهمات أميركية يمنية على حسابهم، وأن استئناف مساعي المبعوث الأممي مارتن غريفيت في الحديدة وتمهيده لإنعاش فرص الحل السياسي لاحقاً يحظيان بتغطية أميركية للنجاح، وأن الرياض أعطت موافقتها على تفاهم لتطبيق اتفاق ستوكهولم بصورة رضائية لم يكن مقبولاً منها ومن مؤيديها اليمنيين في حكومة عبد ربه منصور هادي من قبل، لأن الرياض بدأت تقترب من قرار الخروج من حرب اليمن بأقلّ الخسائر، وأنها تفهم معنى الكلام الأميركي عن إخراج إيران من اليمن كتغطية أميركية على فرصة تسوية تمنح حلفاء إيران مكاسب في اليمن الجديد، وتحرج السعودية إذا عارضت ومؤيديها اليمنيين، بينما ستكون إيران قوة دعم لتحصيل حلفائها اليمنيين لمكاسب قاتلوا من أجلها طويلاً، وترتضي منح الأميركيين الاستعراض الإعلامي بادعاء تحقيق الأرباح.
ولفتت الصحيفة إلى أن “ما فعله أنصار الله في حرب الناقلات والأنابيب حقق لإيران الكثير، لكنه فرض أنصار الله لاعباً إقليمياً وازناً، وإيران ستدعم ترجمة ذلك الوزن في أي تسوية للحرب في اليمن”.
ما ذكرته صحيفة البناء اللبنانية يتوازى مع ما كشفه الخبر اليمني قبل أيام حول مساعي السعودية لخوض حوار مباشر مع الحوثيين، وهو ما أكدته مصادر دبلوماسية اليوم مجددا لكنها أشارت إلى أنه وصل إلى طريق مسدود.
وقال مصدر دبلوماسي إن انصار الله طلبوا ايقاف الغارات ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات مقابل ايقاف الهجمات على العمق السعودي، لكن السعودية وافقت على ايقاف الغارات دون رفع الحصار على المطارات والموانئ، الأمر الذي أدى إلى عودة استهداف العمق السعودي بطائرات مسيرة مجددا، بعد أن كانت قوات صنعاء قد أوقفتها لمدة أسبوع كمهلة للسعودية.
يؤكد هذا تصعيد حدة الخطاب من قبل رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبدالسلام الذي دعا قبل يومين القوات المسلحة بجميع تشكيلاتها إلى تعزيز ضرباتها الدفاعية المشروعة وبكل الوسائل المتاحة والممكنة.
في المسار العلني أنهى المبعوث الأممي مارتن غريفث اليوم مباحثاته مع صنعاء، لكن هذا المسار ليس بعيدا عن المسارات التي وصلت إلى طريق مسدود تحت الطاولة فغريفث كرر على صنعاء مطالب إيقاف الهجمات على السعودية والبدء في جولة مشاورات جديدة ستقدم فيها السعودية تنازلات أكثر مما قدمته في المشاورات السابقة، لكن كما يبدو فإن هذه التنازلات لن تصل إلى مستوى السقف الذي وضعته صنعاء إضافة إلى أن ذلك ليس مضمونا، وهذا ما بينه رد رئيس المجلس السياسي الأعلى لصنعاء مهدي المشاط في حديثه مع غريفث حيث أكد أن “سقف صنعاء ما يزال كما هو لم يتغير رغم تغير المعادلة العسكرية لصالحهم ، وهو ” وقف العدوان واحترام سيادة واستقلال اليمن “ قائلا:” طالما استمر العدوان، سنستخدم كل ما هو متاح لدينا لضرب العدو في عمقه حتى إجباره على وقف عدوانه”
ما يجعل صنعاء تصر على مواقفها هو امتلاكها قدرات عسكرية رادعة وإداركها أن الضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع حيوية بينها أنبوب نفط ومطاري أبها وجيزان ومحطتي الشقيق وتهامة الكهربائيتين، كان لها وقع ليس على السعودية فقط وإنما على الدول الكبرى المرتبطة بمصالح مع الرياض، رغم أنها المرحلة التصعيدية الأولى وسيعقبها كما تؤكد تصريحات صنعاء في حال لم تتوقف حرب التحالف تصعيد على نطاق أوسع يستهدف نطاقات جغرافية أعمق.
وبحسب مصدر عسكري فإن السعودية مالم توافق على شروط صنعاء ستتعرض لهجمات في أهداف حيوية وحساسة وفي أماكن لا تتوقعها، حيث بات لدى صنعاء بنك أهداف واسع على رأسه أهداف أكثر أهمية من استهداف المواقع النفطية، وأهداف أخرى متحركة.
نقلا عن الخبر اليمني