الجديد برس : رأي
عبدالفتاح حيدرة
بات المجتمع الدولي يجر الحركة الثورية والوطنية اليمنية الصحيحة والمتمثله بحركة انصارالله ليكدس وعيها وقيمها ومشروعها في صناديق الأقتراع ، وهذه الجرجرة الخبيثه سببها الرئيسي عدم وجود الوعي الشعبي الذي يساند ويدعم الحركة الوطنية اليمنية الصادقه والمخلصه والواضحه في القرار والموقف من العدوان واهدافه المبيته ، او يعري ويكشف ويقف بوجه الجماعات والافراد والاحزاب الخيانيه والعميله..
يجب ان يكون وعينا اليوم كشعب ومجتمع وافراد يمنيين ندعي الحرية والاستقلال هو عدم السماح للمجتمع الدولي ان يضغط على حركة انصارالله ويجرجرها خلف وهم مفاوضات تبني سلاما على كراتين الديمقراطية ، لإن الديمقراطية التي تأتي قبل ان يكون هناك وعي شعبي ومجتمعي لتحرير الارض اليمنية كاملة واستقلال القرار اليمني كاملا ، فإن تحليلها الأخير هي ثقافة ومنظومة مكائد ودسائس متضامنة ، تبني شراكة ومحاصصة بين ادوات وقوى واحزاب تابعه ومرتهنه، ارضها محتله، وثرواتها منهوبه ووسيطها هو المعتدي والقاتل والمجرم والغازي..
إن موضع الوعي الشعبي اليمني الأول لسلمية وسلام الديمقراطية ليس في صناديق الاقتراع وحدها، بل إنها أولا في الرؤوس ، فالديمقراطية لايمكن أن تكون نظام حكم في دولة نصف اراضيها محتله وكلها محاصرة ، إلا إذا كان قرارها مسلوب ومرتهن تحت الوصاية الخارجية، وبالتالي تكون الديمقراطية نظاما لمجتمع محاصر وقرار حكامه تحت الوصاية ، وهنا لن تكون ديمقراطية حرية لها حق الاختيار الفكري والثقافي والسياسي ، بل ستكون ديمقراطية الشهوات الشخصيه تحق لها ديمقراطيتها حرية الإنحلال الإخلاقي وحرية المرأة لتبيع جسدها ، وحرية اختيار المسجد او مواخير القمار ومعاقرة الخمر ، وحرية الشذوذ الجنسي..
الوعي الشعبي اليمني اليوم هو الإدراك الكلي انه إذا كانت الديمقراطية في التعريف هي نظام للدولة فإنها في الجوهر نظام لتجهيل وعي المجتمع ومسخ قيم المجتمع وتمييع وعي المجتمع ، فالديمقراطية بالأساس ظاهرة مجتمعية والمجتمع هو في المقام الأول نسيج من العقليات التي يريد العدو ان تبقى محجوزه ومسيطر عليها داخل صناديق الأقتراع..
إن الوعي اليمني الكامل بهدى الله وبقيم كتاب الله وبمشروع سنن الله بالنسبة للشعب اليمني ليس مجرد إضافة له كما هو بالنسبة لغيرهم من الشعوب والأمم بل هو مكونه الرئيسي ، هو عقله الجمعي الذي يفكر به ، العقل اليمني الكلي شمالي وجنوبي وزيدي وشافعي وسيد وقبيلي ومؤتمري وحوثي، وبالتالي فإن توحيد وعينا يفرض علينا وحدتنا السياسية ، ووحدتنا السياسية تفرض علينا دولة الوحدة اليمنية الحرة والمستقله على كامل التراب الوطني اليمني المحدد تاريخيا بدون زيادة أو نقصان ، والدولة اليمنية الواحدة الواعيه ، هي أداة التعبئة لكل الطاقات اليمنية البشرية و المادية و المعنوية لحل و تجاوز كل محن المكائد والدسائس التي تعطل اليمن أرضا وإنسانا..