الجديد برس : رأي
عبدالحميد شروان – كاتب صحافي موالي لأنصارالله
*منقول من صفحة الكاتب على الفيس بوك.
كانت تحركات الديسمبريين قد بدأت من قبل ٢٤ أغسطس ٢٠١٧، وكانت التحركات غير مقصورة فقط على الجانب الإعلامي التشويهي والمحرض والمختلق لقصص خيالية، بغية إثارة الرأي العام وتمهيد الأرضية ليوم الخيانة، الذي كان مقررًا له أن يكون في ٢٤ أغسطس، بل وصلت إلى التحركات العسكرية.
رجال الأمن، حينها، كانوا قد رصدوا كل هذه التحركات، ابتداء من مواقع توافد وتجمع الخلايا، وليس انتهاء بنوع الأسلحة التي تم صرفها وتسليمها لهم، وانتظار ساعة الصفر.
وقتها، بدأت التحذيرات من أصحابنا تصلهم، وبعثوا رسائل استفسار عن أسباب هذه التحركات، وكانت تقابل ويتم الإجابة عليها بفهلوة كما هي العادة.
استمرت الحملات الإعلامية المصاحبة للتحشيد العسكري، حتى ضاق خلق القيادات في الداخل، وحينها بدأت حملات إعلامية عن الفلل التي يمتلكها قيادات الأنصار والمشرفين، وكلها ادعاءات كاذبة، وكانوا يصوروا فلل فخمة من أي مكان وينشروها على أنها ملك لأحد المشرفين، فضلًا عن إثارة موضوع الرواتب، لإثارة الشارع، مع أن صالح وقتها أكد أن الخزينة فارغة، لكن في الخلف يصدر التوجيهات للاستمرار في الحملة.
حينها حبوا أصحابنا يعملوا لهم قرصة أذن، وتم تصوير بعض الفلل التي يملكها العفافيش، من توفيق عفاش وغيرهم، ونشرها كرد فعل، فقامت قائمتهم، واستشعروا الخطر، وطالبوا بإيقاف الحملات الإعلامية من الطرفين.
واجتمع الشهيد الصماد، سلام الله عليه، بعدها مع القيادات الأمنية وقيادات مؤتمرية، مع الإعلاميين من الطرفين، وأكدوا أن أي طرف أو فرد سيتجاوز السياسة الإعلامية الموحدة سيتم التعامل معه أمنيًا بمعزل عن تدخل قيادات الطرفين.
لكن جلسوا فترة بسيطة، وعادت حليمة لعادتها القديمة، واشتدت الحملات مع اقتراب موعد ٢٤ أغسطس، حينها تم إرسال قيادات من الأنصار لمقابلة قيادات مؤتمرية، إضافة إلى مقابلة صالح نفسه، وتم طرح كل المخاوف المنطقية وطرح تساؤلات عن أسباب التحشيد العسكري، لكن الإنكار كان هو الإجابة.
بعدها، وصلت لصالح رسائل واضحة أن أي تحرك يخل بالوضع الأمني أو أي حركة غدر ستكلفه حياته، وذلك بعد اجتماعه مع أبو عادل الطاووس، وتم أخذ الاحتياطات الأمنية.
بعدها خرج السيد في خطابه الشهير “اخلسوا جلده”، وكان الوضع متأزم وتدخلت وساطات، وتم اجتماع صالح مع السيد عبر دائرة تلفزيونية، وطرح السيد التساؤلات نفسها، لكن صالح أنكر أيضًا، وتم الاتفاق على تهدئة إعلامية، لكن التحشيد العسكري والتجهيزات استمرت.
وجاء يوم ٢٤، وكان دعا قبلها بيوم، أبو أحمد الحو ثي، إلى التجمع والاحتشاد في مداخل العاصمة، في رسالة لصالح وزمرته بأن أي تحرك أو غلطة، ستقابل بما لا يتوقع.
وضع صالح في الأمر الواقع، وظهر في السبعين مرتبكًا، وغيّر خطابه الذي كان معد مسبقًا، وخابت آمال الكثير من المرتزقة، والإمارات التي دعمت كل هذه التحركات من اليوم الأول.
بعد انتهاء الاحتفال، عادت الحملات الإعلامية مجددًا، إلى وصلت حالة الاحتقان والتوتر إلى مرحلة كبيرة. عندها حدثت حادثة مقتل الرضي، بعد اعتدائه على النقطة الأمنية في المصباحي واستشهد على إثرها ثلاثة من رجال الأمن، وتم تلافي الأمر ولفلفته.
بعدها ضغطت الإمارات على صالح بضرورة التحرك، كما يبدو، قبل المولد النبوي، وتحرك طارق وعصاباته من خريجي معسكر الشهيد الملصي وجد لتشكيل وتدريب قاعدة عسكرية جديدة لعمه، باعتبار أن جناحه العسكري كان قد تم قصقصته في ٢٠١٣ بعد هيكلة الجيش، وإبعاد ابنه وأبناء أخيه من المؤسسات العسكرية.
وبعدها حدثت التحرشات بزوار السبعين المحتفلين بالمولد، وقتل من قتل وأسر ثم قتل منهم في الأسر اكثر من عشر أشخاص كما اتضح بعد السيطرة على تلك المواقع التي كانوا يحتمون بها.
وتدخلت وساطات كثيرة لإيقاف هذا العبث، وتم أعادة الجامع لإدارة صالح بعد أن سيطر عليه الأنصار وخرجوا العفافيش وقتها بعد صلاة الجمعة في ذلك اليوم مطلقين شعارات مستفزة ومعادية للأنصار، ثم عادت الاشتباكات من جديد، بعد أن أوهم طارق همه أن كل شيء تحت السيطرة وكل وأن الخطةوتسير وفق المسار الذي رسم، وكلها ساعات ليتم السيطرة على كل شيء.
وكان أبو علي الحاكم وأبو احمد الحوثي، بالتزامن مع بدء المعارك، قد اجتمعوا مع كل مشائخ الطوق، والمشائخ الذين تم رصد تحركاتهم ووضعهم في الصورة بشكل واضح عن كل ما جرى والخفايا التي لم يكن لديهم علم بها، وهناك فيديو تم تداوله على مواقع للتواصل يوثق اللقاء الذي تم، وتم تحكيمهم وتخيير من ثبت ضلوعه في المخطط بين الوقوف مع الوطن أو تحمل العواقب.
وبدأت الاشتباكات، لكن إرادة الله ويقظة الأجهزة الأمنية وكل الشرفاء حالت دون تنفيذ هذا المخطط القذر، وتم السيطرة على كل شيء في ظرف أربعة أيام.