الجديد برس : متابعات
لأول مرة في تاريخ اليمن، تطبع صحيفة حكومية في عدن، بصدر مقسّم بين رئيسين وعائل واحد، فهل يحاول الزبيدي التماس “الرئاسة ” من هادي أم أن الامارات نجحت بتخليص هادي من “شرعية الاخوان”؟
العدد الجديد من صحيفة 14 اكتوبر، التي يشرف على إصدارها المجلس الانتقالي الموالي لأبوظبي، تضمنت، بحسب ما تناقله ناشطون، تعزية واحدة للأمارات باسم هادي والزبيدي اللذين ظهرت صورهما جنب بعض وبمساحات متساوية والوان موحدة وحتى لقب واحد “الرئيسان”.
بغض النظر عن الاجراءات الفنية، حملت هذه الصورة في طياتها الكثير من التفاصيل التي ترسم ملامح الوضع في المحافظات الجنوبية مستقبلا لاسيما وأنها تتزامن مع خوض “الانتقالي” و “هادي” مفاوضات في عدن، برعاية سعودية – اماراتية، بعيدا عن انظار النائب “محسن” الذي اعتاد تكدير مثل هكذا مفاوضات.
الانباء الواردة من عدن تشير إلى انفراج في ازمة “هادي” والانتقالي”.
التحالف الذي يرعى المفاوضات يستعد لإدخال أول لواء لقوات هادي المعروف بـ”اللواء الاول حماية رئاسية” إلى عدن، الخاضعة منذ اغسطس الماضي لسيطرة الانتقالي، والهدف حماية حكومة “هادي” في المعاشيق.
كانت هذه الفكرة حتى وقت مبكر اليوم مثار جدل بين الطرفين اللذان علقا اجتماعاتهما المشتركة في عدن بسبب كتيبة لمحسن ، يصر الاخير على دخولها عدن ضمن قوام “اللواء الاول حماية رئاسية”، لكن التحالف فصل في هذه الاشكالية بإعادة هذه الكتيبة إلى مأرب.
ادخال قوات هادي في هذا التوقيت يشير إلى أن السعودية والامارات اللتين استبعدتا محسن من ملف المفاوضات جنوبا قد ابرمت بين الخصمان التاريخيان طبخة من نوع ما اولها بخصوص المشتقات النفطية تلك التي ظلت حكرا على نجل هادي ونائب مدير مكتب والده للشؤون الاقتصادية احمد العيسي، اذ تشير مصادر مطلعة على هذا الشأن إلى توصل اطراف الصراع إلى اتفاق يقضي برفع 250 دولار على الطن الواحد من الوقود مع تقسيم الاستيراد بين شركة العيسي، واخرى اماراتية، وكذا تقسيم الخزانات بين الانتقالي في حجيف و هادي في ميناء الزيت بالبريقة .
هذه الطبخة، قد تزيل الكثير من العوائق التي ظلت تعترض طريق “الرياض” منذ توقيع الاتفاق مطلع الشهر الماضي، لكنها تعيد عدن إلى مربع الاقتتال المناطقي ذاك الذي يمتد إلى ثمانينات القرن الماضي إذ لم تكن المدينة قد تحولت بالفعل نظرا لحالات الاغتيالات التي سجلتها خلال الـ92 الساعة الماضية والتي وصلت إلى “9” حالات، اضف إلى ذلك قدرة النائب علي محسن على خلط الاوراق في هذه الطبخة اذا ما اخذ في الحسبان تحركاته الاخيرة في ابين بتعين قائدا للواء 119 مشاه، والدفع بتعزيزات جديدة من مأرب.
يسابق التحالف الوقت لتحقيق انجاز على الارض في سياق تنفيذ الرياض مع انتهاء الشهر الاول على توقيعه ، لكنه بذلك يزيد من تغذية “الصراع” سواء بقصد أو بدون، مع أن المؤشرات تؤكد بان السعودية تطبق نفس سيناريو الاقتتال الاهلي الذي غذته الامارات خلال السنوات الماضية وبما ساعدها على ادارة الوضع بفرضية “فرق تسد”، غير أن الهدف هذه المرة يبدو اكبر نظرا للأنباء التي تتحدث عن عودة طرح مبادرة كويتية لحل شامل في اليمن تتضمن تعيين نائب جديد لهادي يعقبها خلال شهرين بتقديم استقالته على أن يتولى النائب الجديد إدارة المرحلة بحكومة وفاق تعود إلى صنعاء.