الجديد برس : رأي
عبدالمجيد التركي
ليس من الإنسانية أن تشمت في مصاب جيرانك، هذا ما أؤمن به. ولا يمكن أن أشمت في مصاب أي شعب، سواء كان هذا الشعب مسلماً أو كافراً.
لكن.. حين يجتمع عليك كل جيرانك، ويقفلون مطاراتك ويعطلون التعامل بجوازك، ويحرمونك من السفر إلى أي بلد للعلاج أو الدراسة، ويقصفون المستشفيات، والجسور ومخازن الأسلحة، وصوامع الغلال، ومصانع الإسمنت والأغذية ومحطات الغاز والكهرباء، والمدارس، وخزانات المياه، والمنشآت الحكومية، والأسواق، وزوارق الصيادين، والمساجد والمقابر، والمتاحف.
لم يُبقِ لك جيرانك شيئاً، بذلوا جهدهم في القضاء على كل مقومات الحياة، وعلى الماضي والحاضر والمستقبل. فعلوا كل ما يستطيعونه لأجل تدمير اليمن، واستخدموا أقذر الأسلحة وأفتكها لقتل الأطفال والنساء، وحاصروا الموانئ ومنعوا الأدوية والغذاء، ووصلوا إلى قطع المرتب لتجويع الشعب بتوجيه عبدربه منصور بنقل البنك من صنعاء إلى عدن.
فعلوا مالم يفعله الصهاينة، وتجاوزوا النازية، والفاشية، وقصفوا اليمن بصواريخ وقنابل وطلعات جوية فاقت ما تم استخدامه في الحرب العالمية الأولى والثانية.. فعلوا هذا بكل حقد تجاه شعب أعزل تم تجريده من كل شيء.. شعب لم يعتدِ على أحد منذ أن وضع سام بن نوح أول طوبة في خريطة صنعاء.
لم يكن بمقدور الشعب اليمني سوى الدعاء، والحسبنة عليهم بعد كل صلاة، وقراءة سورة «يس» في المساجد بعد كل صلاة مغرب.. كانت «يس» تصعد إلى السماء ممزوجة بصراخ الأمهات وعذابات الأطفال وصرخات الشهداء.
ها هي مطاراتهم أغلقت، وأعلنوا عن إغلاق أبواب الحج والعمرة، فقد ساوى فيروس كورونا في الخوف بين الجميع، وكبدهم خسائر اقتصادية هائلة، وستستمر هذه الخسائر التي تؤكد عليها كل الدلائل، فقد أصبحت جبهات السعودية والإمارات كثيرة، ولن تستطيعا الصمود فيها لكثرتها.
إن كان هناك شماتة فهي تجاه الأنظمة السياسية، تجاه أولاد زائد وآل سعود، وإلا فما جدوى دعائنا حين نقول: اللهم أرنا فيهم يوماً أسودَ، اللهم اجعل كيدهم في نحرهم؟
سيأخذهم الله كما أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليمٌ شديد.. سواء بفيروس كورونا أو بغيره، وليس في وسعنا غير مراقبة انهيار هذه الأنظمة القبيحة.. هذا الانهيار العظيم الذي سيحقق للعرب والمسلمين الطمأنينة وراحة البال.
نقلا عن صحيفة لا