“الفوز في البيرنابيو جميل لكن الأجمل الطريقة التي فُزنا بها”، بكلمات معدودة اختصر لويس انريكيه ما فعله رجاله على أرض الملعب، ما شاهدناه بالأمس لم يكن مُجرّد ضعف لريال مدريد وسوء إدارة ورؤية من بينيتيز بل كان نتيجة تفوق ذهني وتكتيكي كبير من المدرب واللاعبين على حد سواء.
هؤلاء الذين دخلوا بعد شهرين من الاستعدادات المكثفة للخروج من عباءة ميسي الى الاختبار الأصعب في البيرنابيو وأظهروا انهم لم يعودوا فريقاً للأحلام بل فريق يمزج المتعة بواقعية الجُهد المُكثّف للتغلّب على أشرس منافسيه.
أثبت انريكيه في عامه الثاني انه قادر على صنع برشلونة قوي خالٍ من ميسي وهي المهمّة التي كانت أشبه بالمستحيلة، كما يُسجّل له قدرته على إعادة محركات برشلونة المتمثّلة بسيرجيو بوسكيتس واندريس انييستا للعمل من جديد بالإضافة الى تقدميه لعالم المُستديرة موهبة مكتملة متمثلة بالشاب سيرجي روبيبرتو.
عدم الاكتراث للإستفزازات، التركيز العالي، التناغم الكبير بين نيمار وسواريز الذي انتقم لمشاركته الاولى العام الفائت عى الملعب نفسه، الطمأنينة بأن الـ”X-Factor” الأهم ما زال على دكة البدلاء كلها أعطت برشلونة قوة ذهنية مكنته من توظيف خططه وتمارينه المكثّفة لسحق الريال برباعية لن ينساها الفريقين.
لاعب تحت المجهر: مدريد التهت بالصافرات.. بيكيه استمتع بالرد
كانت الأنظار موجّهة صوب المدافع الكتلوني جيرارد بيكيه الذي دخل أمس للمرة الأولى الى البيرنابيو بعد تصاريحه اللاذعة بحق ريال مدريد والتي تنبع عن المنافسة الشرسة بين الغريمين، فاعتقدت الجماهير البيضاء ان بيكيه سيكون لقمة سائغة بين فكي البيرنابيو. كيف رد بيكيه؟ بوضعه سماعات كبيرة طوال فترة الاحماء جنّبته ضوضاء الكراهية ليظهر بعد ذلك بأفضل أداء له طوال الموسم رد من خلاله على “أعدائه”، كيف لا وهو القائل “صافراتهم كالسينفونية على مسامعي”؟ وما الأرقام التالية إلا خير دليل على صدق مشاعر بيكيه تجاه مدريد.