المقالات

كورونا…بين العمال وعيدهم العالمي2020

كورونا…بين العمال وعيدهم العالمي2020

الجديد برس : رأي

محمد عبدالمؤمن الشامي
في الاول من مايو من كُـــلّ عام يحتفل العالم باليوم العالمي بعيد العمال، وفى هذا اليوم المخصص لتكريم العمال تكرم دول العالم العمال والموظفين تقديراً لمكانتهم وللإشادة بدورهم في رفعة الاقتصاد الوطني ومساهمتهم الإيجابية في الارتقاء بالقطاعات الاقتصادية لدولهم.
ولكن يأتي عيد العمال العالمي هذا العام وهو مختلفاَ عن الأعوام السابقة فمن وسط الصين من مدنية ووهان ظهر فيروس كورونا (COVID-19) والذي انتشر في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2019 م بشكل متسارع فوصل الى اغلب دول العالم،والتي لم تكن الحكومات بل لم يكن العالم يتوقع سرعة انتشار هذا الوباء المخيف و بسرعة البرق من الصين الى اغلب دول العالم، لقد أجبر هذا الفيروس العالم على العزلة لأول مرة في تاريخ البشرية، و أجبر حكومات دول العالم على فرض حظر تجول صحي، منع التجول، البقاء في المنازل، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تطبق لمواجهة فيروس كورونا، بات العالم أمام تحدي وجودي ما تصاعد حدة الأزمة العمالية الحادة التي يواجهها العمال بقاءهم بمنازلهم وقطع ارزاقهم، ذكرت منظمة العمل الدولية في بيان لها ان جائحة فيروس كورونا تهدد ارزاق 1.6 مليار عامل في القطاع الاقتصادي غير الرسمي أي نصف القوة العاملة في العالم، فعلا هذا الفيروس هز العامل هز المواطن هز العالم، وجعل العالم أمام اختبار وتحدي جديد في ظل الارتفاع المتزايد في أعداد الوفيات والإصابات في العالم،
اما بشان عيد العمال في بلادنا فهو العيد السادس للصمود امام دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والحصار البري والجوي والبحري الجائر، وان تكتب عن العامل في بلادنا فهي مسؤولية كبيرة قد لا يدركها الكثيرون، فهؤلاء العمال والموظفون قهروا العدوان وانتصروا فيه على الأعداء، مع إخوانهم من أبناء الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون ملحمة تاريخية من التحدي والصمود في وجه العدوان الغاشم في كل جبهة وميدان في الحدود وفي الداخل ضد دول العدوان و العملاء والمرتزقة، فهؤلاء صنعوا المعجزات في ظل الظروف الصعبة والقصف المستمر من قبل دول العدوان،
ولكن في هذا اليوم ما اريد طرحه هنا إن الواقع الذي يفرضه فيروس كورونا يقتضي على كل من الدولة و العامل والمواطن النهوض بواقعهما وتغيير الممارسات إزاء بعضهما البعض؛ فالحكومة التي تنشد في بناء الدولة اليمنية الحدثية مطالبة بانتهاج مسار مغاير للمسارات السابقة، يقوم على تفعيل الاتصال المؤسساتي وخاصة خلال تهديد انتشار فيروس كورونا في بلادنا، واما العامل والمواطن يقتضي عليهم الالتزام بالإجراءات التي تفرضها الحكومة للحد من تفشي الوباء والالتزام بتنفيذ التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية ونشرها بين افراد المجتمع، لما لهذه المشاركة من دور هام في المجتمع، فانعدامها يهدد لحمتنا الوطنية، ويهدد بكارثة إنسانية .