الجديد برس : رأي
د. ميادة رزوق
في الوقت الذي تتنامى فيه قدرات وإمكانيات محور المقاومة، وتتكرس قواعد اشتباك ومعادلات ردع جديدة في المنطقة والإقليم، ويعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأكبر لحظات عجزه وضعفه وأزماته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، تستمر حملات التطبيع بين بعض الأنظمة العربية وخصوصاً النظام السعودي، والكيان الصهيوني على المستويين السياسي والاقتصادي، لتصل إلى المستوى الفكري والثقافي عن طريق الدراما ومنصات التواصل الاجتماعي لتسطيح العقول ومحو الذاكرة وتشويه التاريخ ونشر المزيد من التضليل والتدليس والأباطيل، ليثبت الكيان السعودي يوماً بعد يوم أنه ليس إلا صنوان مع الكيان الصهيوني في خدمة أجندته الاستعمارية العنصرية المتوحشة في تقسيم وتفتيت المنطقة ونهب ثرواتها، وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني عن طريق المؤازرة في تمرير وتطبيق صفقة القرن لإلغاء حق العودة وضرب قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط وتصفية القضية الفلسطينية.
اشتد زخم إجراءات التطبيع في السنوات الأخيرة بشكل علني، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر لقاء رئيس المجلس الانتقالي في السودان عبدالفتاح برهان مع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، في أوغندا، وفتح المجال الجوي السوداني أمام طائرات كيان الاحتلال، وما تلاه من إبداء الرغبة بالتطبيع مع كيان العدو الصهيوني تذللا للولايات المتحدة الأمريكية لشطب السودان من قائمة الإرهاب.
وبالنظر إلى إجراءات التطبيع عن طريق الدراما، وما شهدته حملات الإدانة للمسلسلات الخليجية «أم هارون» و»مخرج سبعة»، والمتابعة والإشادة والفخر بالمسلسل السوري «حارس القدس»، والتصدي لـ»هاشتاغ» (فلسطين ليست قضيتي)، لنرى حجم التفاعل والتجاوب الأكبر في صفوف جيل الشباب، ما يجعلنا نكون أمام مسؤوليتنا في متابعة النضال الفكري والثقافي لبناء عقول أبنائنا وتحصينها من التشويه والتسطيح، وكي الوعي؛ لنحفر في ذاكرتهم أن فلسطين عربية و»إسرائيل» إلى زوال، والطريق يبدأ من القدس إلى وحدة الأمة العربية ونهضتها.