الجديد برس : رأي
بشرى المقطري
يقاتل حزب الإصلاح وبشراسة لضمان بقاء “علي محسن الأحمر”، نائباً لرئيس الجمهورية، كاستحقاق سياسي له، بعد أن فشل، كما تشير مفاوضات الرياض، في اقتراح تعيين رئيس وزراء موالٍ له، لكن استشراس الإصلاح بالدفاع عن أهم معاقله السياسية يتبدى بانخراط مقاتليه في معركة كسر عظم في التربة، للضغط على الرئيس هادي وعلى الرعاة الإقليميين بإبقاء علي محسن في منصبه، من خلال تفجير الصراع في التربة، حيث يسعى الإصلاح إلى تغيير المعادلة العسكرية في التربة والحجرية لصالحه.
فأحداث التربة اﻷخيرة التي فجرتها الشرطة العسكرية التابعة لحزب الإصلاح، قبل أيام، تحت لافتة القبض على عناصر خارجة عن القانون، أفضت اليوم إلى تطور خطير وهو سيطرة الشرطة العسكرية على مواقع عسكرية تابعة للواء 35 في جبل صبران، أسفرت حتى اﻵن عن مقتل مدنيين وثمانية جرحى.
في معركة التربة الحالية والتي هي معركة مصيرية بالنسبة لﻹصلاح لإتمام قبضته العسكرية على المناطق المحررة في مدينة تعز، حشد الإصلاح، وما زال، مقاتليه من اللواء 145 مشاة الجبلي الذي تم تشكيله قبل عامين لتطويق اللواء 35 بقيادة العميد الحمادي حينها، إضافة إلى مقاتلين يتبعون الشيخ حمود سعيد الذي شكل هو اﻵخر معسكرا تابعا له في منطقة يفرس، في نهاية العام الماضي، استعدادا لمعركة ظل يؤجلها حزب الإصلاح للسيطرة على الحجرية.
لكن ما اﻷهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة بالنسبة لﻹصلاح؟!!
بالنسبة لﻹصلاح تشكل منطقة التربة والحجرية وأريافها آخر قلعة لخصومه السياسيين ومنافسيه ممثلاً باللواء 35، على الرغم من اختراقه من قبل اﻹصلاح وزج بجنود موالين له في اللواء، وأيضا جيوب السلفيين التابعة للقيادي السلفي أبو العباس بعد استقرارهم في منطقة الكدحة أعقاب طردهم من قبل الإصلاح في أحداث المدينة القديمة، قبل عام، وأيضا مخاوف من توظيف العميد طارق صالح، القوة العسكرية المنافسة لﻹصلاح، لخصوم الإصلاح في الحجرية لصالحه.
في أحداث التربة العام الماضي، والتي خاضها الإصلاح كالعادة، لملاحقة عناصر خارجة عن القانون، تدخل القائد السلفي “حمدي شكري”، قائد اللواء الثاني عمالقة لوقف هجوم الإصلاح على المقاتلين السلفيين التابعين لأبي لعباس، حينها خضع الإصلاح لوساطة قائد لواء الثاني عمالقة، وتوقفت الحملة اﻷمنية، ليستأنفها اليوم بدوافع أخرى، ضد خصومه، وبالطبع للضغط على المتفاوضين في الرياض بأنه قادر على فرض أمر واقع، وقادر أيضاً على اختراع معارك وشعارات وطنية تناسب أهوالها.
من حساب الكاتبة على فيسبوك