الجديد برس : تقرير
كشفت مصادر مطلعة في مأرب أن العشرات من قيادات وعناصر القاعدة وصلوا إلى مدينة مأرب وجرى إيوائهم من قبل سلطات الإصلاح هناك.
وقال المصدر أن حوالي 300 عنصر من القاعدة وصولوا في اليوم الأول من العملية التي شنتها قوات صنعاء على معاقل القاعدة وداعش في قيفة ويكلا، وأن اتساع مساحة يكلا وعدم إطباق الحصار عليها في اليوم الأول ساعد كثير من قيادات وعناصر القاعدة على الفرار باتجاه مارب.
وأضاف نقلاً عن شهود عيان كان بالإمكان مشاهدة قافلة متصلة من الرجال والعوائل تعبر من مناطق القاعدة في يكلا في اليوم الأول للمواجهة إلى مارب، قبل أن تقفل الثغرة من قبل قوات صنعاء في اليوم التالي، لكن فرار عناصر القاعدة ظل متاحاً لكونهم أدرى بمسالك ودروب الوديان والجبال هناك منذ 15 عاماً.
وأكد متابعون أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح تعد البيئة الأكثر أمناً لتنظيم القاعدة، وتعد مأرب المركز الأول من هذه المناطق لإيواء عناصر القاعدة وإمدادهم بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، كما تتواجد أغلب العناصر الأجنبية في مأوي في هذه المحافظة.
وفي هذا السياق يرجع مراقبون تفضيل قيادات القاعدة وعناصر التنظيم مناطق سيطرة الإصلاح فعزا ذلك إلى أن تحالف الإصلاح والقاعدة وثيق جداً ويمتد لمابعد عودة التنظيم من أفغانستان، وصولا إلى محطة 2011م والوقوف بصف الإصلاح في مواجهة عفاش الذي كان له جناح مؤيد آخر من القاعدة يفضله، ومن ثم الأحداث الأمنية التي عصفت بصنعاء خلال الأعوام من 2012 وحتى ثورة 21 سبتمبر 2014م ، وانتهاءً بالانخراط سوياً في صف التحالف العربي والقتال إلى جانبه منذ انطلاق عاصفة الحزم، وليس انتهاء بمحاولة اقتحام عدن قبل أشهر والوقوف بوجه الانتقالي، وإسناد مأرب في وجه قوات صنعاء عقب عملية البنيان المرصوص.
ويلفت هؤلاء إلى أن تنظيم القاعدة كان أول من لبى نداء الاستغاثة لإنقاذ الإصلاح في مأرب عقب انهيار خطوط دفاعه في فرضة نهم ومفرق الجوف، وأوشكت مدينة مارب على السقوط، حيث وصل نحو 350 من عناصر القاعدة في الأيام الأولى لإسناد جبهات الإصلاح المتهاوية حول مدينة مارب وفي الجوف التي سقطت فيما بعد بأيدي قوات صنعاء.
وبثت داعش في حينها إصدارات مرئية لعناصر في القاعدة تتضمن اعترافات بتلقيها الدعم في مارب والمشاركة في القتال هناك تحت عباءة الجيش الوطني.
ورداً للجميل حاولت قيادة الإصلاح في مأرب إسناد تنظيم القاعدة في المواجهات الأخيرة مع قوات صنعاء في قيفة ويكلا بلوائين عسكريين لكن قوات صنعاء قطعت الخط في اليوم الثانية وتقدمت في مناطق ماهلية والعبدية ما استحال معه تقديم الدعم البري، ممااضطر التحالف إلى التدخل جواً وشن عشرات الغارات لمنع تقدم قوات صنعاء وسيطرته على معاقل القاعدة وداعش.
يشار إلى أن الجيش الوطني وبحسب تقارير صحفية لمؤسسات دولية بي بي سي البريطانية ، اسوشيتد برس الامريكية ، شبكة سي إن إن ، نيويورك تايمز تحدثت عن التحالف الوثيق بين الإصلاح والقاعدة وقالت اسوشيتد برس: تماهٍ يصعب معه التفريق بينهما، فيما أظهرت بي بي سي مجموعات القاعدة وهي في معسكرات الجيش التابع للإصلاح بتعز وقال أحد الجنود لمراسلة بي بي سي نقاتل سوياً في الجبهة ضد الحوثيين.
وبحسب معلومات متقاطعة فإن المئات من عناصر القاعدة واصلوا التدفق إلى جبهات مارب المشتعلة منذ إبريل الماضي، ويحظى قادة التنظيم هناك باحترام كبير، ويتلقون أموالاً من قيادة “الجيش الوطني “، ويجري ترقيم عناصرهم ضمن قوام الجيش.
ومن المتوقع أن يقوم الإصلاح بتعزيز جبهاته في مارب بمن فروا من عناصر القاعدة التي افتقدت اليوم معاقلها وأضحت مأرب في شمال اليمن ملاذها الأخير.