الجديد برس : مقالات
بقلم / إبراهيم طلحة
مكافح فيروسات
معظم جوائز الإمارات وقطر والسعودية والخليج عمومًا، وربما معظم الجوائز العربيَّة بصورة شبه كاملة، موجَّهة لخدمة سياسات الدول وأجندة الحكومات والأنظمة الدكتاتورية العربية ذات الميول الأصيل للعنف والاستبداد والاضطهاد وتضييق الحريات..
تحاول تلك الدول والأنظمة التعامل مع المجاميع الثقافية العربية بطريقة الإغراء والترغيب أحيانًا عن طريق مثل هذه الجوائز الموجَّهة، لتقول لمن لا تعجبه سياسات الدولة من أولئك المثقفين: إما أن تمجّد الحاكم وتمدح سياسات الدولة وإما أن تنال قسطك من التحذير والترهيب والقمع بدل الإغراء والترغيب ونيل الحظوة لدى الجهات الرسمية في الدولة والمكانة والحصول على جوائز التشجيع والتكريم..
جوائز الكاتب العربي والشاعر العربي والمثقف العربي والناشط العربي مرهونة غالبًا بمدى تعاطفه وتقاربه مع أوامر الحاكم العربي وأطروحات السياسي العربي؛ لذلك لم يحصل في تاريخ الجوائز العربية وأن نال إحدى تلك الجوائز مثقفون حقيقيون من العيار الثقيل، كأحمد مطر مثلاً؛ لأنهم يعتبرون أمثال هؤلاء المثقفين أناسًا صِداميّين، ويفضّلون إعطاء الجوائز لأشخاص مستعدين للتعبير دائمًا عن سعادتهم الكبيرة بنيل جائزةٍ ما تحمل اسم أحد أصحاب الجلالة أو السمو أو الفخامة أو المعالي أو السَّعادة!!