الجديد برس : متابعات
أعلنت قوات صنعاء، الاثنين، شن عملية هجومية جديدة في العمق السعودي، تعد الرابعة خلال يومين، في خطوة لم تتضح معالمها بعد لكنها تتزامن مع تطورات جذرية في الملف اليمني داخليا وخارجيا فما الهدف الذي تسعى صنعاء لتحقيقه؟
الهجوم الجديد، بحسب ناطق قوات صنعاء العميد يحي سريع، طال هدفا مهما في مطار ابها وحقق تنفيذه بطائرة نوع “قاصف تو كي ” إصابة دقيقة خلفت اضرار كبيرة، وهو الرابع من نوعه منذ الاحد ، حيث شنت قوات صنعاء وتحديدا سلاح الجو المسير هجمات بطائرات مسيرة نوع صماد 3 طالت قواعد عسكرية واهداف استراتيجية ، وفق سريع، في جيزان ونجران وعسير، بينها قاعدة الملك خالد في خميس مشيط ومطارات واسعة في الجزء الجنوبي من المملكة.
كما أن الهجمات الجوية جاءت بموازاة احتدام المواجهات على جبهات الحدود اليمنية – السعودية وسط انباء عن نجاح قوات صنعاء من خلال هجماتها البرية بالسيطرة على مواقع جديدة في العمق السعودي.
تركيز قوات صنعاء هجماتها على العمق السعودي، يأتي في وقت اعلن فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، انتهاء زيارته لسلطنة عمان حيث كرس نقاشاته على مدى الأيام القليلة الماضية مع وفد صنعاء برئاسة محمد عبدالسلام حول مقترحاته للسلام الشامل في اليمن المعروفة بـ”الإعلان المشترك” والتي تحضا بتأييد دولي بغية الدفع بعملية السلام في اليمن وانهاء الحرب المستمرة منذ 6 سنوات، وهذا اللقاء الذي شمل أيضا وزير خارجية سلطنة عمان، خطوة في إطار المفاوضات الغير مباشرة بين صنعاء والرياض والتي كشفتها في وقت سابق وكالة رويترز البريطانية ، وأشارت فيها إلى أن السعودية تطرح مسألة تأمين حدودها عبر البحث عن ضمانات لذلك بغية تبرير وجود طويل الأمد في اليمن وهو ما ترفضه صنعاء جملة وتفصيلا.
وخلافا لما يشيع اتباع هادي واخرهم وزير النقل في حكومته صالح الجبواني المتواجد حاليا في الرياض والذي تحدث عن اتفاق بين صنعاء والرياض وقبله المستشار في سفارة هادي في الرياض انيس منصور والذي تحدث هو الاخر عن بدء السعودية اجلاء فصائل هادي من الحدود بعد حصولها على ضمانات بريطانية بعدم تعرض أراضيها لهجمات جديدة، تشير التطورات الأخيرة إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري قد يتجاوز حدود المناطق الغربية للسعودية والاهداف الروتينية التي تحاول صنعاء من خلالها إيصال رسالة للساسة في المملكة
خصوصا وأن التصعيد الأخير يتزامن مع استمرار السعودية في المناورة بورقة اتفاق الرياض وحكومة هادي من ناحية ومن ناحية أخرى باستمرارها في فرض الحصار المستمر منذ 6 سنوات ويحرص ناطق قوات صنعاء على ابراز هذين العاملين “الحرب والحصار” كأحد أسباب التصعيد العسكري في نهاية كل تغريدة، اضف إلى ذلك استئناف صنعاء هجومها على مأرب التي كانت السعودية تحاول المقايضة بها مقابل الاحتفاظ بمناطق تحت سيطرتها في الجوف المجاورة..
قد يكون ثمة نوع من الاتصالات بين السعودية والحوثيين برعاية أممية لطالما اشترطتها صنعاء خصوصا بعد أبعاد السعودية قوى “الشرعية” الموالية لها بمفاوضات هامشية تتعلق بتشكيل حكومة جديدة وإتفاق الرياض، لكن التصعيد المتبادل من خلال تلويح السعودية بالسير في تنفيذ اتفاق الرياض عبر تشكيل حكومة هادي وتكثيف صنعاء عملياتها العسكرية في العمق تشير إلى وجود نقاط خلاف جمة، وهو بكل تأكيد يكشف فوارق القوة بعد 6 سنوات من الحرب حيث تظهر السعودية بحالة وهن وقد فقدت كل اوراقها باستثناء “اتفاق الرياض” الحلقة الأضعف سياسيا وعسكريا في حين تعود صنعاء بقوة إلى واجهة الاحداث العسكرية ..
نقلا عن الخبر اليمني