المقالات

الشارب الثوري يسفر عن كواتم صوت وعجلات هايلوكس .. ما ملكت يمين سلمان من يسار

الشارب الثوري يسفر عن كواتم صوت وعجلات هايلوكس .. ما ملكت يمين سلمان من يسار

الجديد برس : رأي

صلاح الدكاك

عن أي جيفارا يتحدث تفاريش بن سلمان!
جيفارا الأمس الذي فر من «باتيستا عفاش» إلى لندن بطائرة «باتيستا عفاش» ليلتحق بمطابخ أسلافه من عسس وصبيان مضافة الكابتن هانس..!
أم جيفارا اليوم الذي يندب مصرع سلطة «باتيستا» ويفرش شرف وعرض بلده سجادة حمراء لغزاة اليانكي!
‏عن أي جيفارا يتحدث تفاريش بعران البترووهابية!
جيفارا الذي خلع النجمة الحمراء ودسها كـ«بروش» في نعال شيخ النفط واحتزم العقال وانخرط ليعمل صبي سرويس في هناجر «الليوي البريطاني الجديد»، ومرتزقا بمعية «بوب دينارد» وسيافاً لنطع أبوزرعة المحرمي ونديما لتكايا طارق عفاش!
‏نسي تفاريش بن سلمان أن السلطة التي أسقطها من يسميهم حوثيين، هي السلطة التي كان يعبد خوفه منها
ويحسب كل جلبة تحدثها قطة في المطبخ أو موتور كادح تعطل جوار مقر الحزب، بالمصادفة، هجوماً إمبرياليا مجوقلا يستهدف اغتياله!
ذات السلطة التي يندب اليوم وينوح حسرة على سقوطها بأيدي المستضعفين..
كان شارب تفاريش بن سلمان محض ستارة توارب خواءه الفكري وضحالة ذاته ثوريا.
بموجب إفلاسه هذا يستميت لنفي الثورية عن ثورة 21 أيلول متشحا خرقة يسارية، فقائدها – بتعبيره- ليس جيفارا وثوارها ليسوا عمالا وفلاحين، كذلك قال جزار الخونج محسن فسماها نكبة بفارق الفردتين يسارا ويميناً.
سأدعي أن تنطيط الـ«بودل الليوي المطور» سلمان هو استغباء لمدارك القارئ، لا غباء وجهل بتاريخ الثورات، وعليه أتحداه أن يذكر لي اسم بروليتاري واحد قاد ثورة على ظهر الكوكب؟!
لينين كان كاتبا فيلسوفا.. جيفارا كان طبيبا.. كاسترو كان محاميا من سلالة إقطاع إسبانية.
الألماني ماركس ابن أسرة ثيوقراطية متدينة.
الألماني أنجلز سليل أسرة بورجوازية واشتغل بالعمل الصناعي…
البولندية الألمانية روزا لوكسمبورج نشأت في كنف بورجوازي واشتغلت بالتجارة.
الفرنسي جان جوريس من عائلة بورجوازية ونجل رجل أعمال.
أجل عبدالملك الحوثي ليس جيفارا؛ وسأسرد حذافير الحقيقة «الموضوعية» المتعلقة بكنه «عبدالملك».
الحقيقة التي يستميت بن سلمان لطمرها وتراوده ككابوس في نومه ويقظته.
أجل عبدالملك الحوثي ليس جيفارا، لكنه القائد الثوري الوحيد -على ظهر الكوكب- الذي هتك أستار الألوهية الأمريكية عن خلطة عورات يقدسها العالم خوفاً وطمعاً.
أجل عبدالملك الحوثي ليس جيفارا، لكنه القائد الأوحد الذي هدم كعبة الإمبريالية أرامكو على رؤوس فاتيكان الرأسمالية المعولمة.
تلك الكعبة الرأسمالية التي اشترت أحزاب اليسار واليمين بحفنة من فضلات مجاريرها، وجعلت من خالد سلمان دمية حلوى في جيب حاجب حُجّاب شيخ النفط.
أجل عبدالملك الحوثي ليس جيفارا، بل هو عبدالملك الحوثي الذي يكتب بفوهة البواريد بيان الخلاص لإنسان الكوكب المقهور من «تهامة اليمن» إلى «غزة» المزنزنة بأكبال أرباب سلمان إلى «هارلم نيويورك» الموطوءة بحوافر خيالة اليانكي والكاوبوي إلى «الضاحية 13» بباريس إلى بيوت الصفيح في كاراكاس.
أخيراً أسدي إليك شكري لما تفضلت به من تعرية غير مقصودة لكواتم الأصوات وعجلات الهايلوكس التي هشمت جماجم وأضلاع مئات الرفاق على مدى عقدي ما بعد الوحدة اليمنية؛ انطلاقاً من أقبية الحزب الاشتراكي مروراً بطيرمانات الأحمر والزنداني والديلمي وسراديب فتاوى وسواطير «جامعة الإيمان»… إن الشارب الكث الذي سقط من سحنتك الثورية الزائفة قد أسفر عن ملامح القاتل الذي أزاح أشرف الرفاق عن طريق بلدوزرات الدهس الوصائي البعراني الأمريكي في شتى مراحل الكفاح الوطني من الشهداء سالم ربيع وعبداللطيف الشعبي وفتاح إلى الحريبي وجار الله عمر وأيوب الصالحي المغيب قسراً بقرار من ياسين سعود نهيان…
ليتك وكبير معلميك ياسين سعود كنتما شراكاً في حذاء جيفارا، لكنتما إذن بشراً جديراً باحترام المسحوقين الذين تبيعونهم اليوم بالجملة لسواطير مسالخ البترودولار شمالاً وجنوباً…
ليتكما كنتما شراكاً في حذاء جيفارا.. إذن لأدركتما أن كل ذرة رمل في حفا الحسين هي ثورة بامتداد الأرض… فانكصا في حضيض الوضاعة كمسوخ أبداً، ولا تستنبحا رجال الرجال وأشرف أبناء التراب.