الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار:
أصبح الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» عند تخوم مدينة مأرب، بعد التقدُّم الكبير الذي أحرزاه في الجبهات الغربية والشمالية الغربية. وفيما يعمل حزب «الإصلاح» على الاستعانة بالسلفيين لتحويل مسار المعارك المحتدمة، وصل وفد قبَلي رفيع من زعماء قبائل عبيدة إلى صنعاء، للتفاوض مع «الإنقاذ» حول مبادرة السلام حول مأرب
ووفق مصادر قبلية، استحدثت «قوات هادي خطوطاً دفاعية من المقاتلين السلفيين الموجودين في مدينة الجوبة فجر الأحد، بعد انهيار خطّ دفاعي سابق أنشئ ما بين معسكر أم ريش والخشينا قبالة جبل البديع الاستراتيجي في المديرية نفسها»، فيما عمد حزب «الإصلاح»، على مدى الأيام الماضية، الى «تحريض السلفيين في مركز الجوبة التابع لمسؤول مركز دماج في صعدة سابقاً، يحيى الحجوري، على القتال»، والمركز الذي تم إنشاؤه بدعم سعودي، عام 2017، في مدينة الجوبة، يضمّ آلاف السلفيين المتشدّدين. ويعمل «الإصلاح» على الاستعانة بالسلفيين عبر دفعهم إلى القتال، بهدف تحويل معركة الجوبة إلى معركة عقائدية مع قوات صنعاء. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار»، من مصادر معنية، أن «حركة أنصار الله أبدت استعدادها لمنح السلفيين في الجوبة حقّ البقاء في مركزهم الجديد دون أيّ اعتراض، شرط وقف نشاطهم التكفيري والتحريض على مجاهديها»، وسبق للحركة أن منحت قيادات سلفية الأمان وساهمت في حماية مراكزهم الدينية في ذمار وإب والحديدة.
تقدّم قوات صنعاء في الجوبة يعتُبر بداية النهاية لهذه المديرية التي تُعدّ خط الدفاع الأخير لقوات هادي جنوب شرق مأرب
وعلى رغم اشتداد المواجهات وسط تصعيد طيران التحالف السعودي ــــ الإماراتي غاراته على عدد من خطوط التماس في حريب ــــ الجوبة، وجبهة حريب ــــ العبدية، تمكّنت قوات صنعاء من تجاوز كوبري حريب ــــ الجوبة الذي تعرّض للتدمير، الأربعاء، من قِبَل طيران العدوان، في محاولة لإعاقة تقدّمها. وفي مديرية العبدية المجاورة لمديرية حريب جنوبي شرقي مدينة مأرب، واصل الجيش و«اللجان» إطباق حصارهما على المديرية من كل الاتجاهات، فيما سعيا إلى تجنيب المديرية تداعيات المعركة بعدما عزلت فيها قوات هادي بشكل كلّي وقطعت عنها كل الإمدادات. وعلى مدى الأيام الماضية، واصلت قوات صنعاء، وقيادة السلطة المحلية الموالية لها، مساعيها مع زعماء قبائل العبدية لتجنيب المديرية الحرب، فيما تشير المعلومات إلى أن هناك تجاوباً قبليّاً في هذا الاتجاه. ويتوقّع مراقبون سقوط المديرية من دون قتال، وانسحاب محور بيحان و«اللواء 159» التابع لهادي والواقع تحت الحصار في مناطق بني عبد في مديرية العبدية، من المعركة. ومن الناحية الاستراتيجية، يقول مراقبون عسكريون إن المعركة في المرتفعات الجبلية في مأرب حُسمت لمصلحة قوات صنعاء التي أصبحت تتحكّم نارياً بالسهول والأودية، وبمدينة مأرب، ما يمهّد إلى تسارع الأحداث في اتجاه حسم المعركة.
وتزامناً مع اشتداد المواجهات العسكرية بين الجيش و«واللجان الشعبية» وقوات هادي في الجبهات الغربية والشمالية الغربية الواقعة عند تخوم مدينة مأرب، وتمكُّنهما من إحراز تقدّم كبير نحو البلق الأوسط الواقع على مشارف مأرب، والذي يعزل الجبهتَين الغربية والجنوبية بشكل كلّي، أفاد أكثر من مصدر بوصول وفدٍ قبَلي رفيع من زعماء قبائل عبيدة، إحدى أكبر قبائل محافظة مأرب، إلى العاصمة صنعاء، للتفاوض حول مبادرة سلام في شأن المدينة. وقالت المصادر إن الوفد القبَلي برئاسة الشيخ علي صالح العرادة، والشيخ عبد الهادي بن محسن معيلي، وآخرين مفوّضين عن قبائل عبيدة للتباحث مع قيادة حكومة «الإنقاذ» حول طبيعة الوضع في مأرب وإبرام اتفاق يجنّب مناطقهم الحرب، وسط تقدم الجيش و«اللجان» نحو المدينة من كل الاتجاهات. وأجرى الوفد القبَلي، السبت، محادثات مع سلطات «الإنقاذ»، حضرها محافظ مأرب الموالي لصنعاء علي محمد بن طعيمان، والشيخ محمد بن الأمير، أحد أبرز زعماء القبائل في مأرب. التحرّك القبلي الأخير لإنقاذ المحافظة، يُعدّ الأبرز منذ أن أعادت حركة «أنصار الله» مبادرة السلام حول مأرب إلى النقاش مطلع تموز الماضي، فيما استقبلت، خلال العام الجاري، وفدَين قبليّين للتفاوض في شأن المبادرة. وفي هذا الإطار، قَدِم، خلال الأيام القليلة الماضية، عدد كبير من القيادات الأمنية والعسكرية وزعماء القبائل الذين أعلنوا انشقاقهم عن تحالف العدوان، إلى صنعاء، للانضمام إلى الحركة، كردّ فعل على رفض «الإصلاح» و«التحالف» مبادرة السلام من موقع ضعف وليس قوّة.