الأخبار تقارير

رغم قمع سلطات هادي..مسار تصاعدي لثورة الجياع في تعز (تقرير)

الجديد برس- تقرير
في مسار يشير إلى تسارع الانتفاضات ضد الفقر والجوع في عموم مناطق محافظة تعز، التي تسيطر عليها أطراف ممولة من دول التحالف، تجدَّدت -يومي الاثنين والثلاثاء- التظاهرات الواسعة والاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتدهور العملة الوطنية إلى مستويات قياسية، انعكست على تفاصيل الحياة اليومية من تردي الخدمات والتهاب جنون أسعار المواد الأساسية والغذائية والوقود والمواصلات وغيرها.

وشهدت مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح -المكوِّن الأبرز في حكومة هادي- احتجاجات غاضبة؛ تنديداً بتدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وأغلق المتظاهرون شوارع رئيسة في المدينة أبرزها “التحرير الأسفل، حوض الأشراف، صينة، وادي القاضي، وجولة سنان”، وأضرموا النار في إطارات السيارات الفارغة ومنعوا المركبات من العبور، وجابت تظاهرة شعبية كبيرة شارع جمال وسط المدينة، وردد المشاركون فيها هتافات تندد بتدهور الوضع الخدمي والمعيشي، مطالبين برحيل الفاسدين الذين يمثلون حكومة هادي– الرياض، في السلطات المحلية لمدينة تعز.

وفيما هدد المحتجون من تصعيد تظاهراتهم الاحتجاجية، وتحويلها إلى ثورة تقتلع الفاسدين الذين تسببوا في زيادة أسعار السلع الأساسية وفاقموا معاناة المواطنين، خصوصاً في ظل عدم انتظام صرف المرتبات، وتوقف بعض المساعدات الإنسانية التي تعتمد عليها معظم الأسر بشكل رئيس؛ أغلقت معظم البنوك والمحلات التجارية في مدينة تعز أبوابها احتجاجاً على تدهور العملة.

ووسط هذه الاحتجاجات التي تحولت إلى مواجهات بين السلطات والأمنية والمحتجين، لم يكن تجار مدينة تعز في منأى عن التذمر الكبير والاحتجاج؛ إذ نفوا صلتهم بالارتفاع الجنوني في الأسعار، مؤكدين أنهم ضحايا لمعضلة هبوط العملة الذي أجبرهم على الإضراب الشامل، وأن ليس بإمكانهم بيع ما بحوزتهم من بضائع محدودة بالأسعار القديمة ثم الشراء بأسعار قياسية، لاستحالة سداد الفارق بين السعرين، وهددوا بتصعيد إضرابهم حتى يتم وضع حلول جذرية للأزمة التي تضرب القطاع الاقتصادي.

تطور مسار أحداث ثورة الجياع في محافظة تعز وغيرها من مناطق سيطرة التحالف، إلى صدام يومي بين سلطات الأمن والمحتجين، لفتت انتباه المنظمات الدولية والأممية، حيث شددت الأمم المتحدة -الاثنين- على ضرورة الدعم العاجل لاقتصاد اليمن، للحفاظ على العملة المحلية التي تشهد تراجعاً قياسياً، خصوصاً في مناطق حكومة هادي، حسب تغريدة نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن على حسابه التواصلي بتويتر.

وشدد المكتب الأممي على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي، ومنع الانهيار التام للأنظمة المؤسسية، بما في ذلك مرافق الخدمات الأساسية ونظُم الحماية الاجتماعية، محذراً من اتساع رقعة الاحتجاجات المنددة بانهيار العملة وضعف الخدمات، خصوصاً في مدينة تعز التي تشهد -منذ الاثنين- احتجاجات غاضبة هي الأوسع منذ استئنافها قبل أسبوعين، تنديداً بتدهور العملة وزيادة أسعار السلع الأساسية.

ويشهد اليمن، خاصة المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف، منذ 3 أسابيع تصاعداً في التدهور الاقتصادي، على خلفية تراجع غير مسبوق للعملة المحلية أمام الأجنبية، إذ تجاوز سعر صرف الدولار 1205 ريالات يمنية للدولار الواحد، وفق مصادر مصرفية في عدن.