متابعات- وكالات
أثار وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” جدلاً واسعاً بزيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن والتقائه وزير خارجية الولايات المتحدة “أنتوني بلينكن”، عقب لقاءات أجراها الأخير مع نظيره الإماراتي “عبدالله بن زايد” ووزير خارجية الكيان الصهيوني “يائير لابيد”.
وفيما تحدث مراقبون أن زيارة “بن فرحان” أتت في إطار حشد التطبيع ومساعي واشنطن لدعم تل أبيب في تحركاتها الأخيرة؛ قالت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية إن “بن فرحان” رحب في مؤتمر صحفي في واشنطن باتفاقيات التطبيع (أبراهام) بين الإمارات وإسرائيل، فيما نقلت مواقع فلسطينية وعربية متعددة أن “بن فرحان” قال: “إسرائيل ساعدت في إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، ولم تؤكد وسائل الإعلام السعودية أو تنفي تلك التصريحات واكتفت بتجاهل الحديث عن ذلك.
وسائل الإعلام الصهيونية احتفت بتصريحات “بن فرحان” ورجَّحت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أن الرياض قد توافق على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب بعد تصريحات وزير خارجيتها، معتبرة ذلك إشارة إلى مساعٍ حقيقية لانضمام السعودية إلى قائمة الدول الواردة في اتفاقيات أبراهام (الإمارات السودان البحرين المغرب) مع إسرائيل.
الولايات المتحدة استضافت -الأسبوع الماضي- “يائير لابيد” والإماراتي “عبدالله بن زايد آل نهيان” في إطار مساعيها المكثفة لربط الدول الخليجية بالكيان الصهيوني، وعبَّر “عبدالله بن زايد” عن رضا بلاده قائلاً: “نرفض ظهور حزب الله آخر في اليمن (…) نشعر بالرضا عن علاقاتنا المتنامية مع إسرائيل، وأخطط لزيارة تل أبيب قريباً”.
وأواخر أغسطس الماضي، نشر موقع “نوطيريم” العبري الموجه للعالم العربي مقالاً للكاتبين الإسرائيليين “يوئيل جوجانسكي” و”تومر براك” دعيا فيه السعودية إلى البحث عن مساعدة من تل أبيب لتجاوز المخاطر التي تواجهها، وركزا على أن وضع القوة السعودية في البحر الأحمر منخفض ويستدعي تدخلاً إسرائيلياً، كما روَّجا لضرورة إيجاد تعاقدات مباشرة بين الرياض وتل أبيب.
ورأى محللون في تعليقهم على ما نشره موقع “نوطيريم” أنه يشير إلى وجود تقدم في العلاقات التي توصف بـ”السرية” بين النظام السعودي وتل أبيب رغم التسريبات الكثيرة حول اللقاءات المتبادلة بين الجانبين، كما يشير الموقع إلى أن الكيان الصهيوني يرغب في عقد صفقات تسليح وتدريب مباشرة ومعلنة مع السلطات السعودية على غرار اتفاقيات “أبراهام” الموقعة مع الإمارات، باعتبار ذلك هدفاً استراتيجياً عقب الانتخابات التي شهدتها الأراضي المحتلة لاختيار رئيس وزراء جديد خلفاً لـ”نتنياهو”.