المقالات

أيها المسؤولون أين أنتم!

بقلم \مطيع بامزاحم
من يدعون تمثيل المواطن وخدمته من المسؤولين بكافة مستوياتهم ومناصبهم في مدينة المكلا وبقية مدن ساحل حضرموت على وجه الخصوص، للأسف أثبتوا أنهم ليسوا أهلاً لهذه المسؤولية وليسوا مؤهلين وقادرين على القيام بمهامهم على الوجه المطلوب والمُرضي.
الأزمات تتوالى على المواطن الغلبان تباعاً، وكل أزمة ألعن من أختها، ولم نرَ لمسؤولينا أي جهد ملموس في تفكيكها ولا حتى في التخفيف من وطأتها ومعالجة آثارها، بل ولا حتى أي حديث صريح ومقنع منهم حولها، بل إنهم عجزوا عن تقديم استقالاتهم كما يفعل كل مسؤول محترم يخشى الله ويستشعر حجم الأمانة التي طوق بها عنقه حينما يعجز عن الإيفاء بما عليه تجاه مواطنيه الذين صبروا وتحملوا كثيراً.
أمر يدعو إلى الاستغراب والتعجب، بل يدعو كذلك إلى الشعور بالخذلان والقهر والغضب أن يصل المسؤول لدينا إلى هذا المستوى المتدني جداً من الصمت أو بما نسميه محلياً “التشفير” وتطبيقهم لخطتي “اعمل نفسك ميت” و”أعطيهم المسع الصقعة” وكأنهم ليسوا جزءاً من هذا الشعب المنهك وكأن من يعاني ليسوا أهلهم وليسوا أبناء جلدتهم.
ألا يعلم المسؤول الحضرمي أن السلطة ما هي إلا تكليف وليست تشريفاً وهي “عقد اجتماعي” يحدد العلاقة بين حاكم ومحكوم وبين مواطن ومسؤول، تترتب على هذا العقد حقوق وواجبات يقوم بها الطرفان، ومن يخل بأي منها فإنه يعتبر ناقضاً لذلك العقد مخلاً بشروطه، وبالتالي يصبح فاقداً للشرعية التي مُنحت له.
شاهدنا -خلال الأشهر الماضية- ازدياد حالات الإضرابات في مرافق خدمية في غاية الأهمية، على سبيل المثال “مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل” الذي يستمر موظفوه بالإضراب بصورة حضارية منذ أكثر من خمسة أشهر ولم تجد سلطتنا المحلية بكافة وكلائها وأجهزتها حلاً لمشكلاتهم ولا تجاوباً مع مطالبهم، ومثل هؤلاء كثير، حتى وصل الموظف إلى قناعة أن لا سلطة تهتم لأمره بل ولا تريد الاستماع إلى شكواه ومطالبه حتى، ومثل هذا التصرف و”التشفير” ستكون له انعكاسات خطيرة وكبيرة على المدى القريب والبعيد إذا لم تتدارك الأمور.
صدقونا إن إدارة محافظة بحجم حضرموت بهذا الشكل وبهذه الطريقة التي بان عوارها لن توصلنا إلى بر الأمان وستضاعف من حجم الاحتقان في كل مرفق حكومي وفي كل نقابه مازالت فاعلة وحية ولم يتم تدجينها، وفي الشارع كذلك الذي يشهد غلياناً بين فترة وأخرى وتتم تهدئته أو إسكاته باستخدام الأساليب الأمنية والعسكرية فقط دون الاتجاه بقوة نحو التعامل معه بجدية ومسؤولية وعبر إيجاد الحلول الحقيقية ومعالجة المشكلات من جذورها قدر المستطاع.
المواطن الحضرمي اليوم أصبح تائهاً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فهو تائه في دهاليز معاناته اليومية المتفاقمة والتي تفاقمت أكثر بعد وصول سعر اللتر من الوقود إلى ألف ريال بزيادة 8 آلاف ريال دفعة واحدة في سعر دبة الوقود الواحدة وانعكاس تلك الزيادة القاتلة على كل ما يتصل بحياته اليومية البائسة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ودراسة ومواصلات وووو الخ، ويتوه أكثر كذلك عندما يفكر في مسؤولية الذين يحكمون باسمه ويتكلمون نيابة عنه وهم بعيدون كل البعد عن معاناته وهمومه التي بلغت حداً لا يطاق وجعلته يصرخ بصوت يملؤه الخذلان والحزن والقهر والغضب قائلاً: “أيها المسؤولون الحضارم أين أنتم؟!” نعم، أين أنتم مما نعانيه ونقاسيه من جوع وفقر وغلاء وفساد.