بقلم\ عصام خليدي
بشاعة وهول وفاجعة… خور مكسر بجانب المطار في عدن جعلت الأهالي والناس وساكنيها يفقدون القدرة على البوح والنطق والبكاء بحرقة من دماء القلب..
تصوروا مشهد الشهداء الذين احترقوا بقوة وبفعل فظاعة صوت الانفجار وبشاعة وقساوة مشاهد الأجساد المتطايرة والأشلاء المتناثرة واختناقات الأدخنة ولهيب الحرائق الملتهبة لم تدعني أتمالك نفسي وأستعيد أنفاسي وحتى المواطنين الذين نجوا بأعجوبة والأطفال والشيوخ والأمهات بقدرة الله أصابهم الهلع والجنون والهستيريا وكانوا جميعاً في حالة فزع وخوف من كمية العنف وقوة الانفجار الذي سمعوه وشاهدوه في حينه لحظة الانفجار المدوي؟!
ما ذنب الأبرياء والأطفال والساكنين قرب وقوع الحادث الإرهابي الجبان الشيطاني الحاقد الأرعن الرعديد الذي يصعب توصيفه وتعريفه بأي مسمى من مسميات جرائم الإبادة الجماعية..!
هل يعقل أن من قام بهذا الفعل الإرهابي الحقير من فصيلة البشر أو الشياطين، ولعمري إنهم وحوش مفترسة، مصاصو الدماء عديمو الشعور والإحساس والديانة والهوية والانتماء (أعداء الحياة وتجار الموت)..!
عدن عن بكرة أبيها تنزف لابسة ثوب الحداد، قتلونا حطمونا واغتصبوا طموحاتنا وأحلامنا وأدخلوا الرعب في نفوسنا وقلوبنا ولم نعد في مأمن وطمأنينة على سلامة أطفالنا الأبرياء وفلذات أكبادنا أحباب الله..!
لم نعد نفكر في المستقبل والحياة الكريمة المستقرة الآمنة، أصبح شبح الموت يطاردنا وحياتنا والشهادة يتماشيان في أي لحظة صنوان لا يفترقان..!
اعذروني أعزائي فالصدمة وفظاعة وقتامة وبشاعة الحادث الإرهابي يكاد يفقدني جادة الصواب والعقل والحكمة..؟!
ماذا تريدون من (مدينة عدن وأهاليها البسطاء)..؟!
ألا يكفيهم حالة البؤس والفقر والجوع والغلاء الفاحش والذل والخنوع وإهدار كرامتهم وووووووو القائمة تطول..؟!
كل الأديان السماوية تلعنكم (اللعنة الأبدية)..
إخوتي جميعاً: اعذروني إني أرتعد كمداً وخوفاً مما هو قادم..؟!
ولم أعد أستطيع إدارة دفة قلمي من شدة معاناة وصعوبة حالتي المعنوية والنفسية من تبعات هول المصائب والكوارث المتلاحقة فوق رؤوسنا بلا أي ذنب أو واعز أخلاقي وإنساني وخوف من الله..!
لماذا مدينة عدن تتناثر شظاياها الدموية منذ فجر عام67م، أجزم أن هذا السيناريو المرعب أمر مخطط لمخرج كبير..؟!
كان الله في عون مدينة عدن التي تكالبت عليها كل الكلاب الضالة والوحوش والشياطين.
المجد لكل الشهداء وجنات الفردوس، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى ولا يسعني إلا القول في النهاية:
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه يا أرحم الراحمين نفوض أمرنا إليك.