الجديدبرس- متابعات
برزت في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف والشرعية موجات غضب في أوساط العسكريين والأمنيين التابعين لفصائل الشرعية، على خلفية إيقاف مرتباتهم ونهبها، إضافة الى ممارسات مناطقية وعنصرية تمارسها القيادات.
ففي الضالع، اتهم مجندو اللواء الثاني مشاة التابع لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المحافظ “علي مقبل صالح” بنهب رواتبهم، مؤكدين أن الأخير استحوذ على مرتبات 160 فرداً من زملائهم، ووصفوا ذلك بـ”الفساد المخزي”.
وأوضح منتسبو اللواء الذي يقوده “عبدالعزيز الهدف” في تصريحات صحفية أنهم تفاجأوا بإيقاف رواتب زملائهم من مقاتلي اللواء بتوجيه من المحافظ “مقبل” الذي يطالب برواتب مماثلة له ولأفراد من أقاربه وهم في منازلهم.
وطالب منتسبو اللواء الثاني مشاة رئيس المجلس الانتقالي “عيدروس الزُبيدي” بضرورة صرف مرتباتهم المنهوبة ومحاسبة محافظ الضالع.
وفي سياق متصل، شكا عدد من منتسبي إدارة الأمن العام بمديرية سرار يافع بمحافظة أبين من تحويلهم إلى قوات الأمن الخاصة بقرار من وزير داخلية هادي السابق “أحمد الميسري” رغم تعيينهم بقرار رسمي من مدير أمن أبين الأسبق “الخضر النوب” في أقسام الشرطة بالمديرية.
واعتبر المجندون قرار “الميسري” نقل 100 جندي من إدارة أمن سرار يافع إلى قوات الأمن الخاصة “محمد العوبان” قراراً تعسفياً، وأشاروا إلى أن القرار جاء بعد تعذر البعض في الذهاب إلى شبوة لحضور دورة عسكرية بتوجيه من “الميسري”.
لافتين إلى أنهم يعانون الأمرين ويعيلون أطفالاً وأسراً بحاجة للرعاية والاهتمام في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر فيها البلاد جراء ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على شراء متطلبات أسرهم، وأكدوا أنهم ذهبوا لاستلام مرتبات فبراير 2021م عبر شركة “إنماء للصرافة” أسوة بزملائهم إلا أنهم تفاجأوا بإسقاط أسمائهم وأرقامهم العسكرية عمداً.
وحمل المجندون حكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عما وصفوه بالعبث الذي يطال رواتبهم، مطالبين بمحاسبة المعرقلين والتوجيه بصرفها بصورة عاجلة كون ظروفهم المعيشية صعبة.
إلى ذلك، قطع العشرات من منتسبي المقاومة الجنوبية – الأحد- الطريق في نقطة حسان شرق مدينة زنجبار بمحافظة أبين، احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم.
وأحتجز أفراد المقاومة الجنوبية عدد من شاحنات وقاطرات النقل.. منددين بتهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وأشاروا إلى أن احتجازهم تلك الشاحنات بهدف الضغط على المعنيين حتى حل مشاكلهم وصرف استحقاقاتهم.
وجاء ذلك بعد أسبوع من إغلاق أفراد المقاومة الجنوبية الطريق الدولية في مديرية أحور، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية، وسرعة تنفيذ التوجيهات بضمِّهم إلى قطاع ألوية الساحل، مشيرين إلى أن مقاومة أحور لم تتحصل على أي دعم رغم عملها على الأرض منذ ثلاث سنوات، وتضحياتها الجسيمة خلال المعارك التي دارت بين قوات هادي ومعها حزب الإصلاح، وقوات المجلس الانتقالي التي دارت –أواخر أكتوبر 2019م في وادي أحور.
وكان أفراد حراسة المجمع الحكومي في مدينة زنجبار هددوا -في 7 نوفمبر الجاري- بإغلاق المجمَّع في حال لم تستجب السلطة المحلية لمطالبهم وأبرزها صرف مستحقاتهم المالية المتوقفة منذ 5 أشهر، محملين محافظ أبين “أبو بكر حسين سالم” ومكتب المالية، مسؤولية توقف مرتباتهم والمماطلة والتلاعب بصرف المستحقات، دون مراعاة للظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.
يأتي ذلك ضمن الانتهاكات التي يتعرض لها مجندو حكومة المناصفة من قبل قياداتهم العسكرية والأمنية التي تقوم بإيقاف رواتبهم تارة ونهبها تارةً أخرى، حيث دفعت تلك الممارسات بعض الجنود إلى الخروج للشارع وقطع الطرقات وتنفيذ وقفات احتجاجية ضد وزارة دفاع هادي للمطالبة بإقالة المسؤولين عن نهب المصدر الوحيد لإعالة أسرهم.
ويتزامن ذلك مع مطالبات العسكريين المتقاعدين الذين يطالبون برواتب 16 شهراً متراكمة من سنوات سابقة، حيث نفذ المتقاعدون في –العام الماضي- اعتصاماً أمام مقر التحالف في مدينة الشعب بمديرية البريقة في عدن لمدة 150 يوماً بتنظيم من الهيئة العسكرية الجنوبية، إلا أن الشرعية خذلتهم فيما استغل المجلس الانتقالي قضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية.
تجدر الإشارة إلى أن منتسبي قوات النخبة الشبوانية المتواجدين في مدينة عدن يواجهون تعسفات من قبل قياداتهم وصلت حد استبدالهم بمجندين جدد من أبناء محافظة الضالع التي ينحدر منها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “عيدروس الزبيدي”، وقد خرج الجنود المهمشين في احتجاجات غاضبة أمام مقر المجلس الانتقالي ولم يتحقق لهم أي من مطالبهم المتعلقة بصرف استحقاقاتهم المنهوبة أو إعادة توزيعهم في وحدات عسكرية أخرى