الجديد برس
فجأةً وبعد أيام على انتهاء هُدنةٍ إعْلَامية هشَّة أعلنتها الأمم المتحدة في الـ 15 من ديسمبر الماضي أثناءَ انعقاد الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 2 أعلن ناطق قوات تحالف الحرب الذي تقودُه السعودية على الـيَـمَـن العميد أحمد العسيري أن ما سمَّاه “المليشيات” لم تلتزم الهُدنة الأممية التي رفض التحالف الاعتراف بها منذ اليوم الأول.
وبدت تصريحات العسيري محاولة بائسة لإخفاء المجازر المريعة التي ارتكبتها طائرات تحالف العدوان خلال الأيام الماضية وأدت إلى استشهاد عشرات المدنيين وإصابة المئات وتدمير منازل ومرافق ومصانع غذائية في العاصمة وعدة محافظات في أكثر الجرائم الوحشية التي ترقى إلى جرائم الحرب ضد الإنسانية.
وبدا العسيري الذي يقودُ عمليات التحالف العسكرية على الـيَـمَـن منذ مارس الماضي مرتبكاً في محاولاته تسويق المغالطات املا في تخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة على دول تحالف العدوان وخصوصا السعودية والإمارات.
وتوعد في تصريحات بثتها قناة “العربية” السعودية بالقول “إما تطبيق القرار الأممي 2216 أو انتظار الحسم العسكري… ولن نقبل بهدنة لم تلتزم بها الميليشيات”.
ويتجاهل العسيري أن قوات تحالف الحرب الذي تقوده السعودية انتهكت الهدنة الأممية من ساعاتها الأولى، وأقر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ضمنياً بهذا الانتهاك في تصريحات تلت الجلسات الأولى لمفاوضات جنيف 2 وطالب فيها كذلك برفع الحصار الذي يفرضه التحالف على الـيَـمَـن والذي المح إلى أنه يعرقل التقدم في مسار الحل السياسي للأزمة.
وخلالَ الأيام التي تلت إعلان الأمم المتحدة للهدنة الهشة دمّرت غارات وحشية شنتها طائرات التحالف عشرات المنازل والمرافق فوق رؤوس ساكنيها، كما دمرت العديد من المساجد والمدارس وشبكات الاتصالات والمرافق العامة والمنشآت الخدمية والطرق والجُسُور في العاصمة وضواحيها ومحافظات صعدة وحجة ومأرب والجوف وتعز وعمران والحديدة وذمار وإب والبيضاء ولحج كما دمرت ثلاثة مصانع وقطعت الطريق الرئيسية بين صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية.
ويتفوَّقُ التحالُفُ الذي تقودُه السعودية في الحرب الإعْلَامية نتيجة انحياز كثير من وسائل الإعْلَام العربية والدولية إلى غرفة عمليات تحالف الحرب بقيادة السعودية وتعاميها عن نقل الحقائق الجارية على الأرض والتي تسجل انتصارات نوعية لقوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية في أكثر الجبهات الداخلية والحدودية، في مقابل مجازر وحشية ترتكبها طائرات تحالف العدوان السعودي وكتائب المرتزقة التي تمولها الرياض وأبو ظبي وتضم مرتزقة يمنيين وأجانب أكثرهم سودانيون ومجنّدون في شركة بلاووتر الأميركية للخدمات الامنية فضلاً عن كتائب التنظيمات الإرهابية التي يمولها التحالف مالياً ولوجيستياً وعملانياً وتضم مجاميع كبيرة لمسلحي الفرع الـيَـمَـني لتنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” وتنظيم ” القاعدة” وخصوصا ففي محافظتي عدن وتعز.
ورغم التعتيم الإعْلَامي الشديد على تفاعلات الحرب التي يقودُها الجيش واللجان الشعبية في الجانب السعودي من الحدود إلا أن العميدَ العسيري أقّر هذه المرة برصد قواته أكثر من ألف محاولة “تقدم للمليشيات الحوثية وعصابات المخلوع صوب الحدود السعودية”، في أول إقرار رسمي بالتقدم الذي تحرزُه قواتُ الجيش واللجان الشعبية في المعارك التي تخوضها مع تحالف العدوان المرتزقة في الجانب السعودي من الحدود.
كما أقر العسيري بمحاولة ما سمَّاها المليشيات” في إشارة إلى قوات الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية 8 مرات إطلاق صواريخ باتجاه السعودية، في عمليات القصف النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية ردا على تمادي تحالف الحرب الذي تقوده السعودية في حربه الوحشية على الـيَـمَـن واستهداف المدنيين ومرافق البني التحتية.
موقع المستقبل