منذ وصول السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، إلى سدّة الحُكم في عُمان في كانون الثاني 2020، برز تحوُّل في السياسة الخارجية العُمانية، على رغم محاولة هيثم الحفاظ على الخطوط العريضة التي أرساها سلفه، السلطان قابوس بن سعيد. ولعلّ وصول السعودية إلى حائط مسدود في حربها على اليمن، وحاجتها إلى احتواء السلطنة، وهواجسها المشتركة مع الأخيرة إزاء الطموحات الإماراتية، سواءً على الصعيد الاقتصادي، أو على مستوى النفوذ في اليمن، كلّها عوامل أدّت إلى التحوّل المذكور، والذي حمل معه تطوّراً في العلاقات بين مسقط والرياض، إذ ابتعدت العاصمتان عن المناكفات السياسية داخل «مجلس التعاون الخليجي»، كما هدّأتا من صراعهما في محافظة المهرة شرقيّ اليمن، حيث بدأت السعودية تُظهر تفهّماً أكبر للدور العُماني الوسطي في سياق الحرب، توازياً مع سعيها إلى استثمار العلاقات العُمانية – الإيرانية التاريخية في سبيل حلّ الخلافات بينها وبين طهران، وإعادة التوازن إلى التموضع العُماني، بعد أن أحدثت مسقط، بحسبها، اختلالاً على مرّ السنوات الماضية، من خلال صِلاتها العميقة بالجمهورية الإسلامية.