الجديد برس / متابعات
تسابق الولايات المتحدة والغرب الزمان هذه الايام للدفع – كما يبدو- نحو حل سريع وعاجل في اليمن البلد المغمور بـ7 سنوات من الحرب والحصار، لكن هذه الخطوة لم تكن لولا المأزق الذي تعيشه هذه الدول مع بدء الحرب الروسية على اوكرانيا ومؤشرات اشتعالها في قلب اوروبا، فما ابعاد الحراك الجديد؟
في مناطق ما تسمى بـ”الشرعية” شرق اليمن، انهى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ بمعية القائمة بأعمال السفارة في اليمن كاثي ويسلي زيارتهما لمحافظتي حضرموت وشبوة، اهم مناطق النفط والغاز شرق البلاد، والتي تستحوذ عليهما قيادات في حكومة هادي بالمناصفة مع قيادات اماراتية وسعودية..
هذه الزيارة التي تقول الخارجية الامريكية في بيانها إنها لوقف التهريب والنهب والارهاب، تأتي بموازاة حراك اوروبي في الشمال حيث اجرى السفير الهولندي في اليمن زيارات ولقاءات في صنعاء والحديدة بالتوازي مع حراك لسفراء الاتحاد الاوروبي وقائد البعثة الأممية في الحديدة وسط تشديد للحصار غير مسبوق ..
التحركات الأمريكية – الغربية في اليمن تأتي بموازاة الضغوط التي دفعت هادي لعقد اجتماع طارئ بمستشارية لاطلاعهم بقائمة مطالب دولية ابرزها بإزاحة نائبه المتهم بالفساد والاستحواذ على مقدرات البلد من النفط والغاز عبر تعيين 3 بدلاء إضافة إلى نقل صلاحيات هادي ذاته ، وهو ما يشير إلى أن ثمة توجه فعلي لحل “الشرعية” باعتبارها عقبة أمام مساعي الحل الشامل، لكن يبقى السؤول حول الدافع لوقف الحرب التي جنت من خلفها الولايات المتحدة واوروبا مليارات الدولارات من صفقات تسليح وغيرها؟
حتى الأن تبدو بأن المساعي الغربية والامريكية تدفع نحو حل سياسي في اليمن، سواء بالضغط عبر قرار مجلس الامن الأخير وتشديد الحصار أو بإنهاء الحالة السائدة المعيقة للسلام تحت مسمى “الشرعية” وهذا يشير إلى أن وقف الحرب او على الاقل تنويمها مؤقتا بات هدف غربي – امريكي لاعتبارات لا تتعلق بالأزمة الانسانية في بلد يموت الالاف من اطفاله ونسائه ويعاني شحنة وقود وغذاء، بل ذات صلة بالحرب في اوكرانيا، فالولايات المتحدة التي تحاول عزل روسيا تواجه انقسام في الشرق الاوسط في ظل الحياد الاماراتي والضغوط الروسية على السعودية، وهو ما يعيق المساعي الغربية للتحرر من عقدة الطاقة الروسية، لكن وحتى تدفع هذه الاطراف نحو اصطفاف خليجي كامل الدسم وممول في بعض الاحيان على الاقل، عليها الأن وقف الحرب في الخليج لتأمين الجبهة الخلفية ..
قد ينجح الغرب وامريكا باختراق ملف اليمن الذي ظل محل متاجرة خلال السنوات الماضية، لكن هذا الاختراق لن يحقق استقرار دائم وحل شامل وفق المعطيات الاولية، وهو ما يشير إلى أن الغرب يسعى لتنويم الحرب ودفع الاطراف فيها لأخذ استراحة مؤقتة ليتمكن من رسم مستقل الحرب الروسية – الاكرانية قبل استئنافها في هذه الجبهة مجددا.
نقلا عن: البوابة الإخبارية اليمنية