الأخبار المحلية تقارير

تقرير| السعودية تعجز عن مواصلة دور الدولة الحديثة وتعود لنسختها الأصلية “الوهابية”

الجديد برس / تقارير / إبراهيم القانص:

جريمة الإعدامات التي ارتكبها النظام السعودي بحق واحد وثمانين شخصاً بينهم يمنيون، جاءت بعد أقل من أسبوعين على مقابلةٍ أجرتها مجلة أتلنتيك الأمريكية مع ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، حرص خلالها أن يقدم بلاده ونظام حكمها كنموذج للعدالة والرقي الحضاري الإنساني، نافياً ما يقال عن التشدد الديني وقمع الحريات السائد في بلاده، محاولاً تجميل الصورة المشوهة عن نظامه الذي لا يزال يدعم الفكر الوهابي باعتباره أخطر وأكبر حركة تطرف ديني يعرفها العالم،

وخلال أيام قليلة من المقابلة التي أكثر فيها بن سلمان من التشدق برعاية الحقوق والحريات وإعادة الوهابية إلى ما أسماه “الإسلام النقي”، أثبت النظام السعودي للعالم أجمع أنه لن يستطيع أن يحكم بمنهج غير الذي أُسس عليه من التطرف والتشدد والقمع الديني والسياسي، ومهما حاول بن سلمان استغباء الرأي العام وتضليله سرعان ما تسقط محاولاته ويعود نظامه إلى أصله وصورته الحقيقية المشوهة الملطخة بدماء الأبرياء.

 

واحد وثمانون شخصاً أعدمهم النظام السعودي، بنسخته الأصلية الوهابية المتعطشة دائماً لسفك الدماء، ليثبت من جديد عجزه عن التعايش والقبول بالآخر، وإصراره على تعميق جذوره الضاربة في أعماق الإرهاب والحقد، ومهما حاولت وسائل الإعلام الغربية تلميع هذا النظام والإشادة بكذبة التحول الذي يدعي ولي العهد أنه يقود السعودية باتجاهه، فليس سوى نظام قائم على التطرف المؤدي إلى القتل كجزء أساسي في تركيبته منذ نشأته.

 

المجزرة التي ارتكبها النظام السعودي بإعدام واحد وثمانين شخصاً، كانوا معتقلين في سجونه السرية والعلنية، من بينهم 41 معتقلاً من شباب الحراك السلميّ في مناطق الأحساء والقطيف شرق السعودية، لمجرد تعبيرهم عن رأيهم ومطالبتهم بحقهم في العدالة والحرية والمساواة والعيش الكريم، بعد عقود من الاضطهاد والتمييز المذهبي التي تمارسها السلطات السعودية بحقهم كونهم أقليات شيعية، الأمر الذي يفضح ادعاءات محمد بن سلمان في المقابلة مع المجلة الأمريكية بأن نظامه الحاكم يرعى تنوعاً مذهبياً داخل بلاده، وبالمغالطات نفسها التي درج عليها النظام السعودي وضع لجريمة الإعدام خلفية تضليلية للرأي العام العالمي؛ حيث جمع الناشطين المعارضين الذين قرر تصفيتهم مع محكومين بقضايا إرهاب ليوهم العالم بأن حكم الإعدام استند على خلفية قانونية، ويرى مراقبون أن ولي عهد السعودية الذي يقدم نفسه كقائد لعملية تحول وإصلاح في بلاده ليس سوى قاتل متنكر بزي حضاري زائف، الأمر الذي يضعه أكثر من أي وقت مضى في مرمى شرارة ثورية أوشكت على الانطلاق ضد الاستبداد الملكي السعودي، خصوصاً بعدما تعهد أبناء المناطق التي ينتمي إليها ضحايا المجزرة الشنيعة من الأقليات المضطهدة بالثأر لأبنائهم ومواصلة النضال حتى يتم التحرر من النظام السعودي المستبد.

 

نقلا عن: البوابة الإخبارية اليمنية