الجديد برس / تقارير / عبدالله محيي الدين:
ضربة جديدة، هي الثانية خلال 12 ساعة، ضمن ما أطلقت عليه “عملية كسر الحصار” نفذتها قوات صنعاء باستخدام الصواريخ الباليستية والطيران المسير، على أهداف استراتيجية وحيوية داخل الأراضي السعودية، في مؤشر على اتجاه الأمور نحو مزيد من التصعيد، بغض النظر عن الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية إلى مشاورات في مقر المجلس بالرياض، في خلق تهدئة عسكرية، في حين لا يزال الحصار مستمرا والتصعيد العسكري من قبل التحالف والأطراف المحلية الموالية له متواصلا.
الضربة الأولى والتي نفذت صباح الأحد، بحسب ما أعلنته صنعاء فإن العملية استهدفت منشآت حيوية تابعة لشركة أرامكو السعودية، بدفعات من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة.. حيث قال المتحدث العسكري لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع في بيان إن عملية عسكرية واسعة نفذتها القوات المسلحة التابعة لصنعاء شملتِ المرحلةُ الأولى منها قصف عدد من المنشآتِ الحيوية والحساسة التابعة لشركة أرامكو في الرياض ومنطقةِ ينبع ومناطقَ أخرى بدفعات من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة.
وأضاف أنه ”تم كذلك قصف عددٍ من الأهداف الحيوية والهامة في مناطق أبها وخميسِ مشيط وجيزان وسامطة وظهران الجنوب بدفعة من الصواريخِ البالستية والمجنحة والطائراتِ المسيرة”.
أما الضربة الثانية، فجاء الإعلان عنها بداية عبر الإعلام السعودي قبل ساعات من إلقاء متحدث قوات صنعاء بيانه الثاني مساء، والذي أكد فيه أن الهجوم الذي نفذ باستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة، واستهدف شركة أرامكو في جدة وأهداف حيوية في جيزان، يأتي ضمن المرحلة الثالثة من العملية التي أطلقت صنعاء عليها عملية “كسر الحصار”.
وتبرر صنعاء هجماتها العسكرية في العمق السعودي، بأنها تأتي في إطار الرد على تصعيد التحالف في اليمن عسكريا، وتشديد الحصار على الواردات إلى المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها، والتي تعيش أزمة وقود غير مسبوقة ونقصا في كافة المواد الأساسية، جراء إغلاق التحالف لميناء الحديدة الذي كان يستقبل ما يربو على 75% من الواردات إلى البلاد.
وأتت العملية التي نفذتها صنعاء، مستهدفة منشآت نفطية في المملكة، في وقت تعاني فيه المحافظات اليمنية عموما من أزمة وقود خانقة، وإن كانت أكثر اشتدادا في مناطق سيطرة سلطات صنعاء، بحكم الحصار الذي يفرضه التحالف وحكومة هادي على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، الذي يعد الشريان الرئيس لدخول الواردات إليها بشكل عام والمشتقات النفطية بشكل خاص، وبذلك فإن هذه الضربات تكتسب تأييدا شعبيا، على اعتبار أنها الرد المناسب على الحصار وما خلفه من أزمة وقود هي الأولى من نوعها في عموم اليمن.
وبالنظر إلى توقيت هجمات صنعاء الأخيرة على منشآت النفط السعودية، فيرى مراقبون أنها قد تكون مقدمة لهجمات لاحقة قد تكون أشد إيلاما في حال استمر الحصار، ولا سيما إذا ما أخذت في الاعتبار تصريحات وتحذيرات رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، خلال كلمة له أمام الحكومة، والتي أكد فيها أن صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي حيال العدوان والحصار الذي يفرضه عليها التحالف، وأن الرد آت- حسب تعبيره.
وتكمن خطورة التوقيت بالنسبة لهذه العملية، في أنها تأتي في ظل توتر كبير يشهده العالم بسبب تصاعد الصراع بين القوى الدولية، والذي رفع الطلب على النفط، وارتفاع أسعاره في السوق العالمية، سيما مع تزايد احتمالية وقف روسيا لصادراتها من النفط والغاز إلى أوروبا، على خلفية دعم دول الناتو لقوات أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتزايد إمكانية انزلاق دول أخرى إلى المشاركة في الحرب ضد روسيا، وهو الأمر الذي سيتسبب في نقص شديد بسوق إمدادات الطاقة، يتحول معه النفط الخليجي والسعودي إلى مصدر رئيس وشبه وحيد لتغطية الاحتياج الأوروبي والأمريكي من النفط، وهو ما يضاعف تأثيرات أي خفض لإنتاج دول الخليج وعلى رأسها السعودية من النفط الخام، ناهيك عن توقف الإنتاج بشكل نهائي، وهو الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي الضغط باتجاه رفع الحصار عن اليمن.
ويرى مراقبون أن هجمات صنعاء تمثل ردا فاعلا على حالة الحصار التي يفرضه التحالف عليها، سيما في ظل أزمة الوقود التي اشتدت خلال الشهرين الماضيين، مما ضاعف معاناة المواطنين وأثقل كواهلهم وعطل أعمالهم، وتسبب في ارتفاعات سعرية في جميع القطاعات الحيوية والخدمية، وبات مهددا لحياة الآلاف من المرضى، نتيجة الشلل الذي أصابت به أزمة الوقود القطاع الصحي بمختلف مرافقه، سيما وأن الوقت قد حان ليلتفت العالم إلى معاناة اليمنيين ويعمل على رفع الحصار المفروض عليهم.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية