عادت «المدرهة» (الأراجيح) إلى فناء منازل مَن ذهبوا لأداء مناسك الحجّ من اليمنيين، هذا العام. وعلى الرغم من كونها جزءاً من التقاليد القديمة المرتبطة بالموسم، إلّا أنها باتت تعبّر اليوم أيضاً عن مخاوف أهالي الحجّاج من عدم عودة أبنائهم، من جرّاء انتشار العديد من الميليشيات على امتداد الطرقات التي يسلكها الحاجّ أثناء ذهابه وإيابه، الأمر الذي يعرّضه إلى خطر الابتزاز والاعتقال والاختطاف. وإلى جانب هذه المخاوف، يشكو الكثير من أهالي صنعاء من رفض السلطات السعودية طلباتهم «لأسباب سياسية»، فيما يقول آخرون إنهم أجّلوا أداء الفريضة بسبب ارتفاع التكاليف التي تصل إلى 14 ألف ريال سعودي، بينما كانت قبل عامَين لا تُجاوز 7 آلاف ريال. ويَعتبر المواطن محمد إبراهيم السالمي (57 عاماً)، في حديث إلى «الأخبار»، أن «السعودية أقحمت الشعائر الدينية في الصراع، وتعاملت مع الحجّاج اليمنيين بقسوة خلال السنوات الماضية»، مشدّداً على أن «مكة عاصمة دينية للمسلمين كافة حول العالم، ويجب أن تُحيَّد عن الصراعات»، متّهماً السلطات السعودية وسلطات الحجّ اليمنية التابعة للحكومة الموالية لـ«التحالف»، باستثناء المئات من الحجّاج خلال العام الجاري، تحت ذريعة خفْض حصّة اليمن إلى النصف.
إلى ذلك، بدت استعدادات اليمنيين لاستقبال عيد الأضحى في أدنى مستوياتها، بسبب تراجُع معدّلات دخْل الأسر وغلاء الأسعار، إلّا أن عدداً من المنظّمات المحلّية والهيئات أعلنت تقديم مساعدات عينية مُمثَّلة بأضاحٍ للفقراء وأسر الضحايا، فيما صرفت حكومة الإنقاذ نصف راتب لموظفي الدولة.