الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار اللبنانية:
صنعاء| حضرت القضيّة اليمنية في “قمة جدة للأمن والتنمية”، السبت، والتي عقدت بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة دول الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق. ولم يُسمح لرئيس «المجلس الرئاسي» الموالي لـ«التحالف»، رشاد العليمي، بالمشاركة في القمّة، على رغم وجوده في مدينة جدة، ما عُدَّ «إهانة ديبلوماسية بليغة»، وجّهتها الرياض إلى حلفائها في اليمن. وبحسب مصدر ديبلوماسي يمني تحدّث إلى «الأخبار»، فإن «مكتب العليمي تلقّى دعوةً من وزارة الخارجية السعودية، الأسبوع الماضي، للحضور إلى مدينة جدة للمشاركة في القمة ولقاء الرئيس الأميركي. وعقب وصوله في اليوم التالي قادماً من عدن، أُبلغ بأنه سيلتقي بايدن لمدّة نصف ساعة، مع استبعاد مشاركته في القمّة بوصفه ممثلاً للشرعية» في اليمن. وقال المصدر إن «الخارجية السعودية برّرت استبعاد العليمي بكون اسمه غير مدرج في أجندة الرئيس الأميركي»، مضيفاً أن العليمي «انتظر صباح السبت في القنصلية اليمنية في مدينة جدة، الاستدعاء من الجانب السعودي للقاء بايدن، إلّا أنه تلقّى اتصالاً وطُلب منه الانتقال إلى القنصلية الأميركية في المدينة للقاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بدلاً من الرئيس».
وأثار استبعاد العليمي من قمّة جدة جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، التي أجمعت على اعتبار ما حدث «إهانة للمجلس الرئاسي». وقد حاول موالون للمجلس تبرير استبعاد رئيسه، بالقول إن زيارته إلى السعودية لم تكن رسمية. إلّا أن مقرّبين من «الرئاسي» أكدوا أن الوزارة السعودية استدعت العليمي، معتبرين ما حدث «تهميشاً للمجلس»، يأتي في إطار «تهميش الملفّ اليمني الذي تم التعامل معه كورقة سياسية لا أكثر»، حيث لم يتجاوز الحديث عن الأزمة اليمنية سياق المخاوف الأميركية على إمدادات النفط في البحر الأحمر وباب المندب. وعلى خلفية ذلك، دعا ناشطون العليمي والوفد المرافق له إلى العودة إلى جادة الصواب والبدء بحوار يمني – يمني، مشيرين إلى أن الرياض تعاملت مع حلفائها بـ«استصغار» ولم تضع لهم أيّ اعتبار، كما تعاملت مع اليمن كملحق تابع لها.
وقوبلت مخرجات قمّة جدّة التي أعادت طرح المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، اتفاق السلم والشراكة، القرار الدولي 2216) كأساس للسلام في اليمن، على رغم أن الوقائع السياسية والميدانية قد أسقطتها، برفض «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، والذي أعلن رفضه أيّ مخرجات لزيارة بايدن تمسّ بسيادة اليمن وأمنه واستقراره. وسخر المجلس، في بيان، من الحديث عن تفاهمات، متّهماً «التحالف» بعدم الالتزام ببنود الهدنة، واصفاً الأخيرة بأنها «مثّلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال، ولا يمكن تكرارها في المستقبل». وجدّد المجلس الاستعداد الدائم لتعزيز أيّ جهود تتّسم بالمصداقية وتقود على نحو مضمون إلى معالجات حقيقية وعملية في الجانبين الإنساني والاقتصادي. واعتبر أن السلام يتطلّب «إرادة واضحة وجادة واستعداداً عملياً من قِبَل دول العدوان لاحترام سيادة اليمن واستقلاله، والانخراط بشكل عملي في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وأيّ شكل من أشكال الوجود العسكري في اليمن إلى جانب معالجة كل آثار وتداعيات الحرب، وفي مقدّمة ذلك الإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار والتعويض وجبر الإضرار». وأكد المجلس الحق الكامل لصنعاء في اتخاذ ما تراه من الإجراءات والخيارات التي تضمن حقوق الشعب اليمني كاملة غير منقوصة وترفض كلّ محاولات الانتقاص منها أو الالتفاف عليها بأيّ شكل من الأشكال.